المعرفة في القلب ، فالمعرفة شرط لكون الإقرار باللسان] (١) إيمانا ، لا أنّها داخلة في مسمّى الإيمان. وهو قول غيلان بن مسلم الدمشقي (٢) ، والفضل الرقاشي (٣) ، وإن كان الكعبي (٤) قد أنكر كونه قولا [لغيلان] (٥).
الثاني (٦) : أنّ الإيمان مجرّد الإقرار باللسان من غير شرط آخر ، وهو قول الكرامية ، وزعموا أنّ المنافق مؤمن الظاهر ، كافر السريرة ، فثبت له حكم المؤمنين في الدنيا ، وحكم الكافرين في الآخرة.
__________________
(١) من «ب».
(٢) انظر : مقالات الإسلاميين : ١٣٦. الفرق بين الفرق : ٢٠٦. التفسير الكبير ٢ : ٢٥.
غيلان بن مسلم الدمشقي : أبو مروان ، كاتب من البلغاء ، تنسب إليه فرق الغيلانية. وهو من القدرية وثاني من تكلّم بالقدر ودعا إليه ، قيل : إنّه تاب عن القول بالقدر على يد عمر بن عبد العزيز ، فلمّا مات عمر جاهر بمذهبه ، فطلبه هشام بن عبد الملك وناظره الأوزاعي فأفتى بقتله ، فصلب على باب كيسان بدمشق وكان ذلك بعد سنة ١٠٥ ه. انظر : العقد الفريد ٢ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠. فهرست النديم : ١٣٩. ميزان الاعتدال ٣ : ٣٣٨. تاريخ الإسلام ووفيات مشاهير الأعلام (١٠١ ـ ١٢٠) : ٤٤١. الأعلام ٥ : ١٢٤.
(٣) انظر : التفسير الكبير ٢ : ٢٥.
الفضل الرقاشي : هو الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي ، أبو عيسى ، واعظ من أهل البصرة ، كان من أخطب الناس ، متكلّما قاصّا مجيدا ، وهو رئيس طائفة من المعتزلة تنسب إليه ، وكان قدريا ، سجّاعا في قصصه ، توفّي بعد سنة ١٤٠ ه. ميزان الاعتدال ٣ : ٣٥٦. تاريخ الإسلام ووفيات مشاهير الأعلام (١٤١ ـ ١٦٠) : ٢٥١. الأعلام ٥ : ١٥١.
(٤) انظر : التفسير الكبير ٢ : ٢٥.
(٥) في «أ» : (الغيلان) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) انظر : مقالات الإسلاميين : ١٤١. كتاب أصول الدين : ٢٥٠. الفرق بين الفرق : ٢٢٣. التفسير الكبير ٢ : ٢٥.
الكرّامية : فرقة من أهل السنّة والجماعة ، أصحاب أبي عبد الله محمّد بن كرام المتوفى سنة ٢٥٥ ه ، وتعتبر هذه الفرقة من الصفاتية ؛ لأنّهم يثبتون الصفات وينتهون إلى التجسيم والتشبيه ، وهم طوائف بلغ عددها اثنتي عشرة فرقة ، وأصولها ستّ ، ولكلّ واحدة منها رأي خاصّ بها ، ولهم عقائد خاصّة. انظر : مقالات الإسلاميين : ١٤١. الفرق بين الفرق : ٢١٥ ـ ٢٢٥. الملل والنحل ١ : ١٠٨ ـ ١١٣. موسوعة الفرق الإسلامية : ٤٢١ ـ ٤٢٣.