قوله تعالى : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)
[٢ / ٣٢٠] أخرج ابن أبي حاتم بإسناده إلى أبي روق عن الضحّاك عن ابن عبّاس ، في قوله : (عَذابٌ) ، يقول : نكال.
[٢ / ٣٢١] وبإسناده إلى محمّد بن مزاحم عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيّان ، في قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ، يعني : عذاب وافر (١).
[٢ / ٣٢٢] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) يعني طبع الله على قلوبهم فهم لا يعقلون الهدى (وَعَلى سَمْعِهِمْ) يعني آذانهم فلا يسمعون الهدى. (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) يعني غطاء فلا يبصرون الهدى (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) يعني وافر لا انقطاع له. نزلت هاتان الآيتان في مشركي العرب ، منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ـ اسمه عمرو ـ ، وعبد الله بن أبي أميّة ، وأميّة بن خلف ، وعمرو بن وهب ، والعاص بن وائل ، والحارث بن عمرو ، والنضر بن الحارث ، وعديّ بن مطعم بن عديّ ، وعامر بن خالد ، أبو البحتري ابن هشام (٢).
وجوه الكفر
عقد أبو جعفر الكليني بابا في الكافي الشريف لبيان وجوه الكفر على ما ورد في أحاديث أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وهو :
[٢ / ٣٢٣] ما رواه بإسناده عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله ـ عزوجل ـ قال : «الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه :
فمنها كفر الجحود ، والجحود على وجهين ؛ والكفر بترك ما أمر الله ؛ وكفر البراءة ؛ وكفر النعم.
فأمّا كفر الجحود فهو الجحود بالرّبوبيّة وهو قول من يقول : لا ربّ ولا جنّة ولا نار ، وهو قول صنفين من الزّنادقة يقال لهم : الدّهريّة وهم الّذين يقولون (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تثبّت منهم ولا تحقيق لشيء ممّا يقولون ، قال الله عزوجل : (وإِنْ
__________________
(١) ابن أبي حاتم ١ : ٤٢ / ١٠٢ ـ ١٠٣.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ٨٨.