رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً)(١) الآية و (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ)(٢) الآية» (٣).
والحديث كما رواه الصدوق أيضا عن الإمام الصادق عليهالسلام بالإسناد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
لباب ما ورد عن أئمّة أهل البيت بشأن الرياء
وبعد فإليك ما ورد بشأن الرياء في العمل ، برواية الصّادقين من آل محمّد ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ حسبما رواه ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ طاب ثراه :
[٢ / ٣٥٨] روى بإسناده إلى جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال لعبّاد بن كثير البصري (٥) في المسجد : «ويلك يا عبّاد إيّاك والريّاء فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له».
[٢ / ٣٥٩] وعن عليّ بن عقبة ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «اجعلوا أمركم هذا لله ، ولا تجعلوه للناس ، فإنّه ما كان لله فهو لله ، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله».
[٢ / ٣٦٠] وعن يزيد بن خليفة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كلّ رياء شرك ، إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومن عمل لله كان ثوابه على الله».
[٢ / ٣٦١] وعن جرّاح المدائني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام «في قول الله ـ عزوجل ـ : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(٦) قال : الرّجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله ، إنّما يطلب تزكية الناس ، يشتهي أن يسمع به النّاس ، فهذا الّذي أشرك بعبادة ربّه ، ثمّ قال :
__________________
(١) الكهف ١٨ : ١١٠.
(٢) النساء ٤ : ١٤٢.
(٣) الدرّ ١ : ٧٤ ـ ٧٥ ؛ القرطبي ١ : ١٩٦ ، بلفظ : ... قوله عليهالسلام إنّه قال : «لا تخادع الله فإنّه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخدع لو يشعر ، قالوا : يا رسول الله وكيف يخادع الله؟ قال : تعمل بما أمرك الله به وتطلب به غيره».
(٤) الأمالي للصدوق : ٦٧٧ ـ ٦٧٨ / ٩٢١ ـ ٢٣ ؛ ثواب الأعمال : ٢٥٥.
(٥) هو عبّاد بن كثير الثقفي البصري العابد بمكّة ، كان من المشايخ القدماء ، لقي الإمام السجّاد والإمام الباقر عليهماالسلام وله صحبة للإمام الصادق عليهالسلام ، ومواقف معه وأحيانا كان الإمام يؤنّبه ويوبّخه حيث ضعفه بمعرفة مواضع الدين ، ومن ثمّ ضعّفه الأساطين. راجع : تهذيب التهذيب لابن حجر (٥ : ١٠٠ ـ ١٠٢ / ١٦٩). وقاموس الرجال للتستري (٥ : ٦٥٣ ـ ٦٥٧ / ٣٨٦٧).
(٦) الكهف ١٨ : ١١٠.