السَّماءِ) يعني المطر (فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) مثل المطر مثل القرآن ، كما أنّ المطر حياة للناس فكذلك القرآن حياة لمن آمن به. ومثل الظلمات يعني الكافر بالقرآن يعني الضلالة الّتي هم فيها ، ومثل الرعد ما خوّفوا به من الوعيد في القرآن ، ومثل البرق الّذي في المطر مثل الإيمان وهو النور الّذي في القرآن (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ) يقول : مثل المنافق إذا سمع القرآن فصمّ أذنيه كراهية للقرآن كمثل الّذي جعل أصبعيه في أذنيه من شدّة الصواعق (حَذَرَ الْمَوْتِ) يعني مخافة الموت. يقول : كما كره الموت من الصاعقة فكذلك يكره الكافر القرآن ، فالموت خير له من الكفر بالله ـ عزوجل ـ والقرآن. (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) يعني أحاط علمه بالكافرين (١).
[٢ / ٤٩٣] وأخرج عن ابن عبّاس في قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ) الآية. قال : الصيّب : المطر. وهو مثل المنافق في ضوء ما تكلّم بما معه من كتاب الله ، وعمل مراءاة للناس ، فإذا خلا وحده عمل بغيره ، فهو في ظلمة ما أقام على ذلك ، وأمّا «الظلمات» فالضلالة ، وأمّا «البرق» فالإيمان. وهم أهل الكتاب (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ) فهو رجل يأخذ بطرف الحقّ لا يستطيع أن يجاوزه (٢).
[٢ / ٤٩٤] وروي عن ابن عبّاس : أنّه مثل للقرآن ، شبّه المطر المنزل من السماء ، بالقرآن. وما فيه الظلمات ، بما في القرآن من الابتلاء. وما فيه من الرعد ، بما في القرآن من الزجر. وما فيه من البرق ، بما فيه من البيان وما فيه من الصواعق ، بما في القرآن من الوعيد آجلا والدعاء إلى الجهاد عاجلا (٣).
[٢ / ٤٩٥] وأخرج ابن جرير عن الضحّاك بن مزاحم في قوله : (فِيهِ ظُلُماتٌ) قال : أمّا الظلمات فالضلالة ، والبرق : الإيمان (٤).
[٢ / ٤٩٦] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في قوله تعالى : (فِيهِ ظُلُماتٌ) قال : ابتلاء (٥).
[٢ / ٤٩٧] وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) قال : مثل ضرب للكفّار (٦).
[٢ / ٤٩٨] وقال عليّ بن ابراهيم في قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) : أي كمطر ، وهو مثل الكفّار (٧).
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ٩٢.
(٢) الدرّ ١ : ٨٢ ؛ الطبري ١ : ٢٢٣ / ٣٨٠.
(٣) التبيان ١ : ٩٣ ؛ مجمع البيان ١ : ١١٨.
(٤) الطبري ١ : ٢٢٥ / ٣٨٦. ومثله عن ابن عبّاس.
(٥) الطبري ١ : ٢٢٣ / ٣٨١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٤ / ١٨٢.
(٦) الطبري ١ : ٢٢٥ / ٣٨٩.
(٧) القمي ١ : ٣٤.