وأنّه الموت كراهية له ، والمنافق أكره خلق الله للموت ، كما إذا كانوا بالبراز (١) في المطر فرّوا من الصواعق (٢).
[٢ / ٥٤٠] وعن ابن عبّاس في قوله : (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) يقول : الله منزل ذلك بهم من النقمة (٣).
[٢ / ٥٤١] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) قال : جامعهم في جهنّم (٤).
قوله تعالى : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[٢ / ٥٤٢] أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (يَكادُ الْبَرْقُ) قال : يلتمع (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) ولمّا يخطف. وكلّ شيء في القرآن «كاد ، وأكاد ، وكادوا» فإنّه لا يكاد ، أبدا (٥).
قوله : أبدا أي هذا الحكم سار في جميع القرآن عامّة.
[٢ / ٥٤٣] وقال عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى : (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) : أي يعمي (٦).
[٢ / ٥٤٤] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) يقول : يكاد محكم القرآن يدلّ على عورات المنافقين (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) يقول : كلّما أصاب المنافقون من الإسلام عزّا اطمأنوا ، وإن أصابوا من الإسلام نكبة ، قالوا : ارجعوا إلى الكفر. يقول : (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) كقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ...) الآية (٧). (٨).
__________________
(١) البراز ـ بفتح الباء ـ : الخلاء ، الأرض الواسعة الّتي تخلو عن أعين الناظرين.
(٢) الطبري ١ : ٢٢٥ / ٣٨٨.
(٣) الطبري ١ : ٢٢٨ / ٣٩٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٧ / ١٩٩.
(٤) الدرّ ١ : ٨٣ ؛ الطبري ١ : ٢٠٧ / ٣٩١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٧ / ٢٠٠.
(٥) الدرّ ١ : ٨٣ ـ ٨٤ ؛ الطبري ١ : ٢٢٩ / ٣٩٣ ، بلفظ : «يلتمع أبصارهم ولمّا يفعل» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٥٧ / ٢٠٤ ، إلى قوله : «ولمّا يخطف».
(٦) القمي ١ : ٣٤.
(٧) الحجّ ٢٢ : ١١.
(٨) الطبري ١ : ٢٢٤ / ٣٨١.