[٢ / ٤٧] وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن ابن مسعود قال : خرج رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لقيه الشيطان ، فاتّخذا فاصطرعا ، فصرعه الّذي من أصحاب محمّد. فقال الشيطان : أرسلني أحدّثك حديثا ، فأرسله فقال : حدّثني! قال : لا. فاتّخذا الثانية فاصطرعا ، فصرعه الّذي من أصحاب محمّد فقال : أرسلني فلأحدثنّك حديثا يعجبك ، فأرسله فقال : حدّثني! قال : لا. فاتّخذا الثالثة فصرعه الّذي من أصحاب محمّد ، ثمّ جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها. فقال : أرسلني. فقال : لا أرسلك حتّى تحدّثني! قال : سورة البقرة ، فإنّه ليس من آية منها تقرأ في وسط شياطين إلّا تفرّقوا ، ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان. قالوا : يا أبا عبد الرحمان فمن ذلك الرجل؟ قال : فمن ترونه إلّا عمر بن الخطاب؟ (١).
[٢ / ٤٨] وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «لا تجعلوا بيوتكم مقابر ؛ الشيطان ينفر من البيت الّذي يقرأ فيه سورة البقرة. ولفظ الترمذي : وإنّ البيت الّذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان» (٢).
[٢ / ٤٩] وأخرج الطبراني عن عبد الله بن مغفّل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «البيت الّذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان تلك الليلة» (٣).
[٢ / ٥٠] وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في صحيحة تعليقا ومسلم والنسائي والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوّة من طرق عن أسيد بن حضير قال : بينما هو ليلة يقرأ سورة البقرة في مربده إذ جالت فرسه فسكت. فسكنت ، ثمّ قرأ فجالت الفرس فسكت. فسكنت ، ثمّ قرأ فجالت فسكت ، فسكنت. فقال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى ، يعني ابنه وكان قريبا منها ، فأشفقت أن تصيبه فلمّا أخذته رفعت رأسي إلى السماء ، وإذا مثل الظلّة فوق رأسي فيها أمثال السرج (المصابيح) عرجت في الجوّ إلى السّماء ، حتّى ما أراها ، فلمّا أصبحت حدّثت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أتدري ما ذاك؟ قلت : لا يا رسول الله! قال : تلك الملائكة دنت لصوتك تستمع لقرائتك ، ولو قرأت [اى تداومت في القراءة حتى الصباح] لأصبحت تنظر النّاس إليها ، لا تتوارى
__________________
(١) الدرّ ١ : ٥٢ ؛ ابن عساكر ٤٤ : ٨٧ رواه ابن عساكر في فضائل عمر بن الخطاب.
(٢) الدرّ ١ : ٥٠ ؛ مسند أحمد ٢ : ٢٨٤ ؛ مسلم ٢ : ١٨٨ ؛ الترمذي ٤ : ٢٣٢ / ٣٠٣٧ ؛ كنز العمّال ١٥ : ٣٩١ / ٤١٥١١.
(٣) الدرّ ١ : ٥٠ ؛ مجمع الزّوائد ٦ : ٣١٢.