خلط معه» (١).
[٢ / ٧٢٦] وأخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه والضياء عن أبي موسى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ أنهار الجنّة تشخب من جنّة عدن في جوبة (٢) ثمّ تصدع بعد أنهارا» (٣).
قوله تعالى : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ)
فيه قولان ، الأوّل : رزقنا مثله في الدنيا :
[٢ / ٧٢٧] أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً) قال : أتوا بالثمرة في الجنّة فينظروا إليها فقالوا : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) في الدنيا (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) اللون والمرأى ، وليس يشبه الطعم (٤).
[٢ / ٧٢٨] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن قتادة في قوله : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) أي في الدنيا (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) قال : يشبه ثمار الدنيا غير أنّ ثمر الجنّة أطيب (٥).
[٢ / ٧٢٩] وأخرج عبد بن حميد عن عليّ بن زيد (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) يعني به : ما رزقوا به من فاكهة الدنيا قبل الجنّة (٦).
[٢ / ٧٣٠] وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمان بن زيد في قوله : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) قال : يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا ، التفّاح بالتفّاح ، والرمّان بالرمّان ، قالوا في الجنّة : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) في الدنيا (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) يعرفونه وليس هو مثله في الطعم (٧).
[٢ / ٧٣١] وعن ابن زيد : قالوا : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) في الدنيا ، قال : (وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٩٥ ؛ كنز العمّال ١٤ : ٤٦٣ / ٣٩٢٧٧ ؛ ابن كثير ٤ : ١٩٠ ، سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الآية ١٥.
(٢) الجوبة : الحفرة المتّسعة.
(٣) الدرّ ١ : ٩٥ ؛ صفة الجنّة : ٦٨ ـ ٦٩ / ٢٠٤ ، بلفظ : إنّ أنهار الجنّة تخرج من جنّة عدن ثمّ تصدع بعدها أنهارها. وإنّ للمؤمن فيها لخيمة طولها ستّون ميلا له فيها أهلون لا يرى بعضهم بعضا ؛ ابن كثير ٤ : ١٩٠.
(٤) الدرّ ١ : ٩٦ ؛ الطبري ١ : ٢٤٧ و ٢٥٠ / ٤٢٦ و ٤٣٧.
(٥) الدرّ ١ : ٩٦ ؛ الطبري ١ : ٢٤٧ و ٢٥١ / ٢٤٧ و ٢٥١ / ٤٢٧ و ٤٤٤.
(٦) الدرّ ١ : ٩٦.
(٧) الطبري ١ : ٢٥١ / ٤٤٦ ؛ ابن كثير ١ : ٦٦.