البعث عن ابن عبّاس قال : ليس في الدنيا ممّا في الجنّة شيء إلّا الأسماء (١).
[٢ / ٧٥٦] وأخرج الديلمي عن عمر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «في طعام العرس مثقال من ريح الجنّة» (٢).
[٢ / ٧٥٧] وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن حيوة عن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان قال : بينا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة ، فسلّمت فردّوا السّلام فقلت : أين تريدون؟ فقالوا : نريد راهبا في هذا الدير ، نأتيه في كلّ عام ، فيخبرنا بما يكون في ذلك العام لمثله من قابل ، فقلت : لآتينّ هذا الراهب فلأنظرنّ ما عنده ـ وكنت معنيّا بالكتب ـ فأتيته وهو على باب ديره ، فسلّمت فردّ السّلام ، ثمّ قال : ممّن أنت؟ فقلت : من المسلمين ، قال : أمن أمّة محمّد؟ فقلت : نعم. فقال : من علمائهم أنت أم من جهّالهم؟ قلت : ما أنا من علمائهم ولا أنا من جهّالهم ، قال : فإنّكم تزعمون أنّكم تدخلون الجنّة فتأكلون من طعامها ، وتشربون من شرابها ، ولا تبولون ولا تتغوّطون ، قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإنّ له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله كمثل الجنين في بطن أمّه إنّه يأتيه رزق الله في بطنها ولا يبول ولا يتغوّط. قال : فتربّد وجهه ، ثمّ قال لي : أما أخبرتني أنّك لست من علمائهم! قلت : ما كذبتك ، قال : فإنّكم تزعمون أنّكم تدخلون الجنّة فتأكلون من طعامها ، وتشربون من شرابها ، ولا ينقص ذلك منها شيئا! قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإنّ له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الحكمة ، لو تعلّم منها الخلق أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا ، فتربّد وجهه ، ثمّ قال : أما أخبرتني أنّك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ، ولا من جهّالهم (٣).
قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ)
[٢ / ٧٥٨] أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصحّحه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد
__________________
(١) الدرّ ١ : ٩٦ ؛ الزهد لهنّاد ١ : ٤٩ / ٣ ؛ الطبري ١ : ٢٥١ / ٤٤٥ ؛ البعث والنشور : ٢١٠ / ٣٣٢ ؛ البغوي ١ : ٩٥ ، وفيه «الأسامي» بدل «الأسماء».
(٢) الدرّ ١ : ٩٦ ؛ فردوس الأخبار ٣ : ١٨٧ / ٤٣٧٥ ؛ كنز العمّال ١٦ : ٣٠٦ / ٤٤٦٢١.
(٣) الدرّ ١ : ٩٧ ؛ ابن عساكر ١٦ : ٣٠٨ للرواية ذيل طويل. ترجمة خالد بن يزيد بن معاوية.