[٢ / ٨٥٢] وأخرج أحمد والبزّار وابن حبّان والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له».
وأخرج الطبراني في الكبير من حديث عبادة بن الصامت وأبي أمامة ، مثله.
وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر ، مثله (١).
[٢ / ٨٥٣] وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصحّحه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حسن العهد من الإيمان» (٢).
ماذا يكون هذا العهد والميثاق الّذي أخذه الله على العباد؟
قال أبو جعفر الطبري : اختلف أهل المعرفة في معنى العهد الّذي وصف الله هؤلاء الفاسقين بنقضه.
فقال بعضهم هو : وصيّة الله إلى خلقه وأمره إيّاهم بما أمرهم به من طاعته ونهيه إيّاهم عمّا نهاهم عنه من معصيته في كتبه وعلى لسان رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ونقضهم ذلك تركهم العمل به.
وقال آخرون : إنّما نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب والمنافقين منهم وإيّاهم عنى الله ـ جلّ ذكره ـ بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(٣) وبقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)(٤).
فكلّ ما في هذه الآيات فعذل لهم وتوبيخ إلى انقضاء قصصهم.
قالوا : فعهد الله الّذي نقضوه بعد ميثاقه هو ما أخذه الله عليهم في التوراة من العمل بما فيها واتّباع محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعث والتصديق به وبما جاء به من عند ربّهم.
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٠٤ ـ ١٠٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٣٥ و ١٥٤ و ٢١٠ و ٢٥١ ؛ ابن حبّان ١ : ٤٢٢ ـ ٤٢٣ / ١٩٤ ، كتاب الإيمان ، باب ٤ (فرض الإيمان) ؛ الأوسط ٣ : ٩٨ / ٢٦٠٦ ، نقلا عن أنس ؛ الشعب ٤ : ٧٨ / ٤٣٥٤ ، باب : في الإيفاء بالعقود ؛ الكبير ٨ : ١٩٥ / ٧٧٩٨ ، (ترجمة : ثابت بن ثوبان عن القاسم) بلفظ : عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا إيمان لمن لا أمانة له والّذي نفسي بيده لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا» ؛ الأوسط ٢ : ٣٨٣ / ٢٢٩٢ ، نقلا عن ابن عمر.
(٢) الدرّ ١ : ١٠٥ ؛ التاريخ الكبير ١ : ٣١٩ / ١٠٠٠ ؛ الحاكم ١ : ١٦ ، كتاب الإيمان ؛ كنز العمّال ٤ : ٣٦٥ / ١٠٩٣٧.
(٣) البقرة ٢ : ٦.
(٤) البقرة ٢ : ٨.