أرضون لا تحصى
قال الشيخ الطنطاوي في تفسير الآية : أي وخلق مثلهنّ في العدد من الأرض. وهذا العدد ليس يقتضي الحصر ، فإذا قلت : عندي جوادان تركب عليهما أنت وأخوك ، فليس يمنع أن يكون عندك ألف جواد وجواد. هكذا هنا ، فقد قال علماء الفلك : إنّ أقلّ عدد ممكن من الأرضين الدائرة حول الشموس العظيمة الّتي نسمّيها نجوما لا يقلّ عن ثلاثمائة مليون أرض ... هذا فيما يعرفه الناس. وهذا القول من هؤلاء ظنّيّ ، فلم يدّع أحد أنّه رأى وقطع بشيء من ذلك ، اللهمّ إلّا علماء الأرواح ، فإنّهم لمّا سألوها قالت : عندنا كواكب آهلة بالسكّان لا يحصى عددها ، وفيها سكّان أنتم بالنسبة إليهم كالنمل بالنسبة للإنسان. وأيّد ذلك بما نقل عن «غاليلو» عند ما احضرت روحه بعد الممات (١).
وهكذا ذكر الشيخ المراغي وعقّبه بما روي عن ابن مسعود :
[٢ / ٩٣٨] أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ما السماوات السبع وما فيهنّ وما بينهنّ والأرضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ في الكرسي إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» (٢).
وروى ابن كثير أحاديث تنمّ عن أرضين سبع آهلة بالسكّان ، وقد بعث إليهم أنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليهمالسلام. زعموا صحّة أسانيدها (٣).
وهكذا رووا روايات هي أشبه بروايات إسرائيلية ، وفيها الغثّ والسمين (٤).
[٢ / ٩٣٩] وفي حديث زينب العطّارة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ هذه الأرضين واقعة تحت الأرض الّتي نعيش عليها واحدة تحت اخرى كلّ واحدة بالنسبة إلى الاخرى الّتي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قفر ، حتّى تنتهي إلى السابعة ، والجميع على ظهر ديك ، له جناحان إلى المشرق والمغرب ورجلاه في التخوم! والديك على صخرة ، والصخرة على ظهر حوت ، والحوت على بحر مظلم ، والبحر على الهواء ، والهواء على الثرى ...» (٥).
[٢ / ٩٤٠] وفي حديث الحسين بن خالد عن الرضا عليهالسلام : «هذه أرض الدنيا ، والسماء الدنيا فوقها
__________________
(١) تفسير الجواهر ٢٤ : ١٩٥.
(٢) تفسير المراغي ٢٨ : ١٥١.
(٣) ابن كثير ٤ : ٤١١.
(٤) راجع : الدرّ ٨ : ٢١٠ ـ ٢١٢ ؛ الطبري ١٤ : ١٩٥.
(٥) نور الثقلين ٥ : ٣٦٤ ـ ٣٦٥.