وبمثل قول قتادة قال جماعة من أهل التأويل ، منهم الحسن البصري (١).
[٢ / ٩٥٥] وعن ابن جريج قال : إنّما تكلّموا بما أعلمهم الله أنّه كائن من خلق آدم ، فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء (٢).
[٢ / ٩٥٦] وعن ابن زيد قال : لمّا خلق الله النار ذعرت منها الملائكة ذعرا شديدا ، وقالوا : ربّنا لم خلقت هذه النار ، ولأيّ شيء خلقتها؟ قال : لمن عصاني من خلقي. قال : ولم يكن لله خلق يومئذ إلّا الملائكة والأرض ليس فيها خلق ، إنّما خلق آدم بعد ذلك. وقرأ قول الله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٣). ثمّ قال : قالت الملائكة : يا ربّ أو يأتي علينا دهر نعصيك فيه! لا يرون له خلقا غيرهم. قال : لا ، إنّي أريد أن أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليقة يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض. فقالت الملائكة : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) وقد اخترتنا؟ فاجعلنا نحن فيها فنحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ونعمل فيها بطاعتك! وأعظمت الملائكة أن يجعل الله في الأرض من يعصيه. فقال : إنّي أعلم ما لا تعلمون ، يا آدم أنبئهم بأسمائهم! فقال : فلان وفلان. قال : فلمّا رأوا ما أعطاه الله من العلم ، أقرّوا لآدم بالفضل عليهم ، وأبى الخبيث إبليس أن يقرّ له ، قال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها)(٤).
[٢ / ٩٥٧] وهناك قول بأنّ أبليس أعلمهم بذلك ، فيما أخرجه أبو الشيخ في العظمة عن أبي نضرة قال : لمّا خلق الله آدم ألقى جسده في السماء لا روح فيه ، فلمّا رأته الملائكة راعهم ما رأوه من خلقه ، فأتاه إبليس فلمّا رأى خلقه منتصبا راعه ، فدنا منه فنكته برجله ، فصلّ آدم (٥) فقال : هذا أجوف لا شيء عنده (٦).
__________________
(١) الطبري ١ : ٢٩٦ / ٥١٣ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٤ / ٣٣.
(٢) الطبري ١ : ٢٩٩ ـ ٣٠٠ / ٥١٩ ؛ ابن كثير ١ : ٧٥.
(٣) الإنسان ٧٦ : ١.
(٤) الطبري ١ : ٢٩٨ / ٥١٧ ؛ الدرّ ١ : ١١٢ ، باختصار. والآية من سورة الأعراف ٧ : ١٢ ـ ١٣.
(٥) صلّ السلاح : سمع له طنين.
(٦) الدرّ ١ : ١١٩ ؛ العظمة ٥ : ١٥٦٠ ـ ١٥٦١ / ١٥٦٠ ، باب ٤٥ (خلق آدم وحواء عليهمالسلام).