تلك كانت روايات أهل الحديث ولعلّ بعضها أقاصيص ، والآن فاستمع إلى روايات اخرى قد تحتمل التأويل إلى وجه مقبول :
[٢ / ١٠٠٥] روى قطب الدين الراوندي بالإسناد إلى الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أهل الجنّة ليست لهم كنى إلّا آدم عليهالسلام فإنّه يكنّى بأبي محمّد توقيرا وتعظيما» (١).
[٢ / ١٠٠٦] وروى أبو جعفر الكليني عن شيخه عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبد الله عن رجل ، عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ خلق النبيّين من طينة علّيّين : قلوبهم وأبدانهم ، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدان المؤمنين من دون ذلك ، وخلق الكفّار من طينة سجّين ، قلوبهم وأبدانهم ، فخلط بين الطينتين ، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ، ومن هاهنا يصيب المؤمن السيّئة ، ومن هاهنا يصيب الكافر الحسنة ، فقلوب المؤمنين تحنّ إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحنّ إلى ما خلقوا منه».
[٢ / ١٠٠٧] وبإسناده عن عبد الغفّار الجازيّ (٢) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ خلق المؤمن من طينة الجنّة وخلق الكافر من طينة النّار ؛ وقال : إذا أراد الله ـ عزوجل ـ بعبد خيرا طيّب روحه وجسده ، فلا يسمع شيئا من الخير إلّا عرفه ، ولا يسمع شيئا من المنكر إلّا أنكره ؛ قال : وسمعته يقول : الطينات ثلاث : طينة الأنبياء ، والمؤمن من تلك الطينة إلّا أنّ الأنبياء هم من صفوتها ، هم الأصل ولهم فضلهم ، والمؤمنون الفرع من طين لازب ، كذلك لا يفرّق الله ـ عزوجل ـ بينهم وبين شيعتهم ؛ وقال : طينة النّاصب من حمأ مسنون. وأمّا المستضعفون فمن تراب ، لا يتحوّل مؤمن عن إيمانه ولا ناصب عن نصبه ، ولله المشيئة فيهم».
[٢ / ١٠٠٨] وبإسناده عن صالح بن سهل قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك من أيّ شيء خلق الله ـ عزوجل ـ طينة المؤمن؟ فقال : من طينة الأنبياء. فلم تنجس أبدا».
[٢ / ١٠٠٩] وبإسناده عن أبي حمزة الثماليّ قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّ الله ـ عزوجل ـ خلقنا من أعلى علّيّين وخلق قلوب شيعتنا ممّا خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وقلوبهم
__________________
(١) البحار ١١ : ١٠٧ / ١٤ عن النوادر : ٩.
(٢) هو عبد الغفّار بن حبيب الجازيّ ، نسبة إلى الجازيّة ، قرية بالنهرين.