[٢ / ١٠٩١] وروى الأزهري بإسناده أنّ ابن الكوّا سأل عليّا عليهالسلام عن «سبحان الله» ، فقال : «كلمة رضيها الله لنفسه فأوصى بها» (١).
[٢ / ١٠٩٢] وفي الحديث : أنّ جبرئيل قال : «لله دون العرش سبعون حجابا لو دنونا من أحدها لأحرقتنا : سبحات وجه ربّنا». قيل : يعني بالسّبحات جلاله وعظمته ونوره. وقال ابن شميل : سبحات وجهه : نور وجهه (٢).
[٢ / ١٠٩٣] وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده إلى ابن أبي مليكة عن ابن عبّاس قال : سبحان الله ، تنزيه الله نفسه عن السوء. ثمّ قال : قال عمر لعليّ ـ وأصحابه عنده ـ : لا إله إلّا الله ، قد عرفناه ، فما سبحان الله؟ فقال له عليّ : كلمة أحبّها الله لنفسه ورضيها ، وأحبّ أن تقال (٣).
[٢ / ١٠٩٤] وبإسناده عن النضر بن عديّ قال : سأل رجل ميمون بن مهران عن سبحان الله ، قال : اسم يعظّم الله به ويحاشا به من السوء (٤).
[٢ / ١٠٩٥] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال : العليم الّذي قد كمل في علمه والحكيم الّذي قد كمل في حكمه (٥).
***
[٢ / ١٠٩٦] وقال ابن زيد في قصّة الملائكة وآدم : فقال الله للملائكة : كما لم تعلموا هذه الأسماء ، فليس لكم علم. إنّما أردت أن أجعلهم ليفسدوا فيها ، هذا عندي قد علمته فكذلك أخفيت عنكم أنّي أجعل فيها من يعصيني ومن يطيعني. قال : وسبق من الله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ولم تعلم الملائكة ذلك ولم يدروه. فلمّا رأوا ما أعطى الله آدم من العلم أقرّوا لآدم بالفضل (٦).
قلت : وحاشا حكمة الربّ تعالى أن يجعل من غاية الخلق العصيان إلى جنب الإطاعة اللهمّ إلّا بضرب من التأويل البعيد!!
__________________
(١) لسان العرب ٢ : ٤٧١.
(٢) تهذيب اللغة للأزهري ٤ : ١٩٧.
(٣) ابن أبي حاتم ١ : ٨١ / ٣٤٣ ؛ ابن كثير ١ : ٧٧ ؛ التبيان ١ : ١٤٣.
(٤) ابن أبي حاتم ١ : ٨١ / ٣٤٤ ؛ ابن كثير ١ : ٧٧.
(٥) الدرّ ١ : ١٢٢ ؛ الطبري ١ : ٣١٧ / ٥٦٣ ؛ التبيان ١ : ١٤٢ ؛ مجمع البيان ١ : ١٥٦ ، وفيهما : «حكمته» بدل «حكمه».
(٦) الطبري ١ : ٣١٨ / ٥٦٥ ؛ ابن كثير ١ : ٧٨.