[٢ / ١٣٣٠] وروى العيّاشي بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام ـ رفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث طويل ـ قال : «كان لبث آدم وحوّاء في الجنّة سبع ساعات من أيّام الدنيا ، حتّى أكلا من الشجرة فأهبطهما الله إلى الأرض من يومهما ذلك. فسألا ربّهما أن يهبطهما إلى أحبّ بقاع الأرض إليه. فأوحى الله إلى جبرئيل أن اهبطهما إلى البلدة المباركة مكّة. فهبط بهما جبرئيل وفرّق بينهما فجعل آدم على الصفا وحوّاء على المروة. فشكيا إلى الله وحشة الفراق ، فرحمهماالله وأمر جبرئيل أن ينصب لهما خيمة من خيام الجنّة على الترعة (الروضة) الّتي بين جبال مكّة ، مكان البيت قبل أن ترفع قواعده. ونزلت ملائكة يحرسونهما من مردة الجنّ ويؤنسونهما» (١).
[٢ / ١٣٣١] وقال عليّ بن إبراهيم القمي : هبط آدم على الصفا ، وإنّما سمّيت الصفا ، لأنّ صفوة الله نزل عليها ، ونزلت حوّاء على المروة ، وإنّما سمّيت المروة لأنّ المرأة نزلت عليها (٢).
[٢ / ١٣٣٢] وروى الصدوق بإسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سمّي الصفا صفا لأنّ المصطفى آدم هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليهالسلام ، وهبطت حوّا على المروة ، وإنّما سمّيت المروة مروة لأنّ المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة» (٣).
كيف أهبط آدم؟
[٢ / ١٣٣٣] أخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عطاء : أنّ آدم لمّا أهبط من الجنّة خرّ في موضع البيت ساجدا ، فمكث أربعين سنة لا يرفع رأسه (٤).
[٢ / ١٣٣٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن رجاء بن أبي سلمة قال : أهبط آدم ، يداه على ركبتيه مطأطئا رأسه ، وأهبط إبليس مشبّكا بين أصابعه رافعا رأسه! (٥).
[٢ / ١٣٣٥] وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف عن حميد بن هلال قال : إنّما كره التخصّر في
__________________
(١) العيّاشي ١ : ٥٣ / ٢١ بتلخيص ؛ البحار ١١ : ١٨٢ / ٣٦.
(٢) القمي ١ : ٤٣ ـ ٤٤ ؛ البحار ١١ : ١٦١.
(٣) نور الثقلين ١ : ٦٤ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢ / ١ ؛ الكافي ٤ : ١٩١ ـ ١٩٢ / ٢ ، باب حجّ آدم عليهالسلام ؛ البحار ١١ : ٢٠٥ / ٦.
(٤) الدرّ ١ : ١٤١ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤١٩.
(٥) الدرّ ١ : ١٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٨٨ / ٣٩١ ؛ ابن كثير ١ : ٨٤.