إنّي لست آمن أنّ أبي سيسألني العلامة! فألقى الله إليه سوارا من أسورة الحور ، فلمّا أتاه قال : ما وراءك؟ قال : ابشر ، أخبرني أنّه رادّك إلى الجنّة! قال : فما سألته العلامة؟ فأخرج السوار فرآه فعرفه ، فخرّ ساجدا. فبكى حتّى سال من عينيه نهر من دموع ، وآثاره تعرف بالهند!
وذكر أنّ كنز الذهب بالهند ممّا ينبت من ذلك السوار! ثمّ قال : استطعم لي ربّك من ثمر الجنّة ، فلمّا خرج من عنده مات آدم ، فجاءه جبريل فقال : إلى أين؟ قال : إنّ أبي أرسلني أن أطلب إلى ربّي أن يطعمه من ثمر الجنّة! قال : فإنّ ربّه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتّى يعود إليها ، وأنّه قد مات فارجع فواره ، فأخذه جبريل عليهالسلام فغسّله ، وكفّنه ، وحنّطه ، وصلّى عليه (١) ، ثمّ قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم (٢).
***
وهناك روايات جاءت فيها زيادة : أنّ آدم استشفع إلى الله لقبول توبته بمحمّد وآله الطيّبين ، وهم أنوار في ملكوت العرش.
[٢ / ١٤٤٢] أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عليّ عليهالسلام قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الكلمات الّتي تاب الله بها على آدم ، فقال : «إنّ الله لمّا أهبط آدم إلى الأرض لم يزل باكيا ضارعا إلى الله. فنزل جبرائيل فسأله : ما هذا البكاء؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمان! قال : فعليك بهذه الكلمات ، فإنّ الله قابل توبتك وغافر ذنبك. قل : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم. اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. فهذه الكلمات الّتي تلقّاها آدم» (٣).
[٢ / ١٤٤٣] وهكذا روى المتّقي الهندي بالإسناد إلى عليّ عليهالسلام قال : «قال آدم : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد ، سبحانك لا إله إلّا أنت ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم» (٤).
__________________
(١) هذا ينافي ما تقدّم أنّ جبريل امتنع من الصلاة على آدم فقدّم ابنه شيثا.
(٢) الدرّ ١ : ١٥٠ ـ ١٥١ ؛ مجمع الزوائد ٨ : ١٩٨ ـ ١٩٩ ، كتاب الأنبياء ، باب ذكر نبيّنا آدم عليهالسلام.
(٣) الدرّ ١ : ١٤٧ ؛ فردوس الأخبار ، ٣ : ١٦٣ / ٤٢٨٨.
(٤) كنز العمّال ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩ / ٤٢٣٧.