قوله تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً)
[٢ / ١٥٣٥] قال مقاتل بن سليمان : ثمّ قال لرؤوس اليهود : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) وذلك أنّ رؤوس اليهود كتموا أمر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في التوراة وكتموا أمره عن عامّة اليهود وكانت للرؤساء منهم مأكلة في كلّ عام من زرعهم وثمارهم ، ولو تابعوا محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لحبست تلك المأكلة عنهم ، فقال الله لهم : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) : يعني بكتمان بعث محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عرضا قليلا من الدنيا ممّا تصيبون من سفلة اليهود ثمّ يخوّفهم بقوله : (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) في محمّد. فمن كذّب به فله النار! (١).
[٢ / ١٥٣٦] وقال ابن لهيعة : حدّثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) قال : آياته كتابه الّذي أنزله إليهم ، والثمن القليل هي الدنيا وشهواتها (٢).
[٢ / ١٥٣٧] وعن الحسن قال : الثمن القليل هي الدنيا بحذافيرها (٣).
[٢ / ١٥٣٨] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) : لا تأخذوا طعما قليلا وتكتموا إسم الله. فذلك الطعم هو الثمن (٤).
[٢ / ١٥٣٩] وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية في قوله : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) قال :
لا تأخذ على ما علّمت أجرا ، فإنّما أجر العلماء والحكماء على الله ، وهم يجدونه عندهم. يا ابن آدم علّم مجّانا كما علّمت مجّانا (٥).
قوله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ)
[٢ / ١٥٤٠] أخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) قال : لا تخلطوا الصدق بالكذب (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : لا تكتموا الحقّ وأنتم قد علمتم أنّ محمّدا رسول الله (٦).
[٢ / ١٥٤١] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) قال : لا تلبسوا اليهوديّة والنصرانيّة بالإسلام ، وأنتم تعلمون أنّ دين الله الإسلام ، وأنّ اليهوديّة والنصرانيّة بدعة ليست من الله. (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : كتموا محمّدا وهم يعلمون أنّه رسول الله ،
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ١٠١.
(٢) ابن كثير ١ : ٨٧.
(٣) المصدر.
(٤) الطبري ١ : ٣٦١ / ٦٨٨.
(٥) الدرّ ١ : ١٥٥.
(٦) الدرّ ١ : ١٥٥ ؛ الطبري ١ : ٣٦٤ ـ ٣٦٥ / ٦٩٠ و ٦٩٤.