عبّاس : أنّه كان في مسير له فنعي إليه ابن له ، فنزل فصلّى ركعتين ثمّ استرجع وقال : فعلنا كما أمرنا الله فقال : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)(١).
[٢ / ١٦٥٠] وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن ابن عبّاس : أنّه نعي إليه أخوه قثم وهو في مسير فاسترجع ، ثمّ تنحّى عن الطريق فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثمّ قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ)(٢).
[٢ / ١٦٥١] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عبادة بن محمّد بن عبادة بن الصامت قال : لمّا حضرت عبادة الوفاة قال : أحرج على إنسان منكم يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضّؤوا وأحسنوا الوضوء ، ثمّ ليدخل كلّ إنسان منكم مسجدا فيصلّي ، ثمّ يستغفر الله لعبادة ولنفسه ، فإنّ الله تبارك وتعالى قال : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) ثمّ أسرعوا بي إلى حفرتي (٣).
[٢ / ١٦٥٢] وأخرج البيهقي في الشعب عن مقاتل بن حيّان في قوله : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) يقول : استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلاة ، فحافظوا عليها وعلى مواقيتها وتلاوة القرآن فيها ، وركوعها وسجودها وتكبيرها والتشهّد فيها والصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإكمال طهورها فذلك إقامتها وإتمامها (٤).
[٢ / ١٦٥٣] وأخرج عبد الرزّاق في المصنّف والبيهقي من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمان بن عوف عن أمّه أمّ كلثوم بنت عقبة ـ وكانت من المهاجرات الأول ـ أنّ عبد الرحمان ابن عوف غشي عليه غشية ظنّوا أنّه أفاض نفسه فيها. فخرجت امرأته أمّ كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة! فلمّا أفاق قال : أغشي عليّ آنفا؟ قالوا : نعم. قال : صدقتم ، إنّه أتاني ملكان في غشيتي هذه فقالا لي : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين! فقال ملك آخر : أرجعاه
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٦٣ ؛ الحاكم ٢ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، كتاب التفسير ، سورة البقرة بلفظ : عن ابن عبّاس قال : جاءه نعي بعض أهله وهو في سفر فصلّى ركعتين ثمّ قال : فعلنا ما أمر الله : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) ؛ الشعب ٧ : ١١٤ / ٩٦٨١.
(٢) الدرّ ١ : ١٦٣ ؛ الطبري ١ : ٣٧١ / ٧١٢ ؛ الشعب ٧ : ١١٤ / ٩٦٨٢ ، باب : الصبر على المصائب ؛ البحار ٨٨ : ٣٨٣ / ١٠.
(٣) الدرّ ١ : ١٦٣ ؛ الشعب ٧ : ١١٤ / ٩٦٨٣ ؛ كنز العمّال ١٣ : ٥٥٥ / ٣٧٤٤٣.
(٤) الدرّ ١ : ١٦٤ ؛ الشعب ٧ : ١١٥ / ٩٦٨٥.