[٢ / ١٥٢] وأخرج عن محمّد بن يوسف الفريابي قال : قلت لسفيان : أرى الناس يقولون : سفيان الثوري ، وأنت تنام اللّيل؟ فقال لي : اسكت ، ملاك هذا الأمر التقوى (١).
[٢ / ١٥٣] وأخرج عن محمّد بن يزيد الرحبي قال : قيل لأبي الدرداء : إنّه ليس أحد له بيت في الأنصار إلّا قال شعرا ، فما لك لا تقول؟! قال : وأنا قلت فاستمعوه :
يريد المرء أن يعطى مناه |
|
ويأبى الله إلّا ما أرادا |
يقول المرء فائدتي وذخري |
|
وتقوى الله أفضل ما استفادا (٢) |
[٢ / ١٥٤] وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عون بن عبد الله قال : تمام التقوى أن تبتغي علم ما لم تعلم منها إلى ما قد علمت منها (٣).
[٢ / ١٥٥] وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن أبي الدرداء قال : تمام التقوى أن يتّقي الله العبد ، حتّى يتّقيه من مثقال ذرّة ، وحتّى يترك بعض ما يرى أنّه حلال ، خشية أن يكون حراما يكون حاجزا بينه وبين الحرام (٤).
[٢ / ١٥٦] وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال : بلغنا أنّ رجلا جاء إلى عيسى فقال : يا معلّم الخير كيف أكون تقيا لله كما ينبغي له؟ قال : بيسير من الأمر. تحبّ الله بقلبك كلّه ، وتعمل بكدحك وقوّتك ما استطعت ، وترحم ابن جنسك كما ترحم نفسك. قال : من ابن جنسي يا معلّم الخير؟ قال : ولد آدم كلّهم ، وما لا تحبّ أن يؤتى إليك فلا تأته إلى أحد ، فأنت تقيّ لله حقّا (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٣.
(٢) الدرّ ١ : ٦٣ ـ ٦٤ ؛ القرطبي ١ : ١٦٢ ، بمعناه ؛ ابن كثير ١ : ٤٣.
(٣) الدرّ ١ : ٦٢ ؛ المصنّف ٨ : ٢٢٣ / ١ ، كتاب الزّهد ، باب ٤٧ ، (عون بن عبد الله) بلفظ : عن عون بن عبد الله قال : إنّ من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما علمت منها علم ما لم تعلم ، واعلم أنّ فيما علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه ، وإنّما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة فيما قد علم قلّة الانتفاع بما قد علم.
(٤) الدرّ ١ : ٦١ ؛ ابن عساكر ٤٧ : ١٦١ ، (عويمر بن زيد بن قيس).
(٥) الدرّ ١ : ٦٢ ؛ الزّهد : ١١٣ / ٣٣١ (من مواعظ عيسى عليهالسلام) ، باختلاف يسير ؛ ابن عساكر ٤٧ : ٤٤٦.