أدين الله به في السرّ والعلانية ، فاتّق الله وكفّ لسانك إلّا من خير ، ولا تقل إنّي هديت نفسي ، بل الله هداك ، فأدّ شكر ما أنعم الله به عليك ، ولا تكن ممّن إذا أقبل طعن في عينه وإذا أدبر طعن في قفاه (١) ولا تحمل الناس على كاهلك (٢) فإنّك أوشك إن حملت النّاس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك» (٣)(٤).
[٢ / ٢١٨] وبإسناده عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر عليهالسلام : قال : «ألا أخبرك بالإسلام أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : أمّا أصله فالصلاة ، وفرعه الزكاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثمّ قال : إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : الصوم جنّة من النار ، والصدقة تذهب بالخطيئة ، وقيام الرّجل في جوف اللّيل بذكر الله ، ثمّ قرأ عليهالسلام : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ»)(٥).
الإسلام يحقن به الدّم [وتؤدّى به الأمانة] وإنّ الثواب على الإيمان
[٢ / ٢١٩] وبإسناده عن القاسم الصير في شريك المفضّل قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «الإسلام يحقن به الدّم ، وتؤدّى به الأمانة ، وتستحلّ به الفروج ؛ والثواب على الإيمان». (٦)
[٢ / ٢٢٠] وبإسناده عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : «الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل» (٧).
[٢ / ٢٢١] وبإسناده عن جميل بن درّاج قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٨) فقال لي : ألا ترى أنّ الإيمان غير الإسلام» (٩).
__________________
(١) أي كن من الأخيار ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولا تكن من الأشرار الّذين يذمّهم الناس في حضورهم وغيبتهم.
(٢) أي لا تسلّط الناس على نفسك.
(٣) الشعب : بعد ما بين المنكبين.
(٤) الكافي ٢ : ٢٣ / ١٤.
(٥) المصدر : ٢٣ ـ ٢٤ / ١٥.
(٦) المصدر : ٢٤ / ١.
(٧) المصدر / ٢. أي الإيمان إقرار وعمل توأمان ، أمّا الإسلام فمحض الإقرار وإن لم يقارنه العمل.
(٨) الحجرات ٤٩ : ١٤.
(٩) الكافي ٢ : ٢٤ / ٣.