الإسلام قبل الإيمان
[٢ / ٢٢٧] وبإسناده عن عبد الرحيم القصير قال : كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله عليهالسلام أسأله عن الإيمان ما هو؟ فكتب إليّ مع عبد الملك : «سألت ـ رحمك الله ـ عن الإيمان ، والإيمان هو الإقرار باللّسان ، وعقد في القلب ، وعمل بالأركان. والإيمان بعضه من بعض وهو دار ، وكذلك الإسلام دار والكفر دار ، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتّى يكون مسلما ، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإيمان ، فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي الّتي نهى الله عنها كان خارجا من الإيمان ، ساقطا عنه اسم الإيمان وثابتا عليه اسم الإسلام ، فإن تاب واستغفر عاد إلى دار الإيمان ولا يخرجه إلى الكفر إلّا الجحود والاستحلال : أن يقول للحلال هذا حرام ، وللحرام هذا حلال ودان بذلك ، فعندها يكون خارجا من الإسلام والإيمان ، داخلا في الكفر ، وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثا فأخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار» (١).
[٢ / ٢٢٨] وبإسناده عن سماعة بن مهران قال : «سألته عن الإيمان والإسلام قلت له : أفرق بين الإسلام والإيمان قال : فأضرب لك مثلا : مثل الإيمان والإسلام مثل الكعبة من الحرم قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة ولا يكون في الكعبة حتّى يكون في الحرم ، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتّى يكون مسلما» (٢).
***
[٢ / ٢٢٩] وبإسناده عن محمّد بن سالم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ ناسا تكلّموا في هذا القرآن بغير علم ، وذلك أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ)(٣) فالمنسوخات من المتشابهات ؛ والمحكمات من الناسخات.
إنّ الله ـ عزوجل ـ بعث نوحا إلى قومه : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ)(٤) ثمّ دعاهم إلى الله
__________________
(١) المصدر : ٢٧ ـ ٢٨ / ١.
(٢) المصدر : ٢٨ / ٢.
(٣) آل عمران ٣ : ٧.
(٤) نوح ٧١ : ٣.