وليس بغمام المطر بل أرقّ وأطيب وأبرد ـ والغمام : ما يغمّ الشيء أي يستره ـ وأظلّهم فقالوا : هذا الظّل قد جعل لنا فأين الطعام ، فأنزل الله عليهم المنّ.
واختلفوا فيه :
[٢ / ١٩٨٦] فقال مجاهد : وهو شيء كالصمغ كان يقع على الأشجار وطعمه كالشهد.
[٢ / ١٩٨٧] وقال الضحّاك (١) : هو الطرنجبين (٢).
[٢ / ١٩٨٨] وقال وهب : الخبز الرّقاق.
[٢ / ١٩٨٩] وقال السدّي : عسل كان يقع على الشجر من الليل فيأكلون منه.
[٢ / ١٩٩٠] وقال عكرمة : شيء أنزله الله عليهم مثل الزّيت الغليظ ، ويقال : هو الزنجبيل.
[٢ / ١٩٩١] وقال الزجاج : جملة المنّ ما يمنّ الله ممّا لا تعب فيه ولا نصب.
[٢ / ١٩٩٢] وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين» (٣).
وكان ينزل عليهم هذا المنّ كلّ ليلة تقع على أشجارهم مثل الثلج ، لكلّ إنسان منهم صاع كلّ ليلة قالوا : يا موسى ، مللنا هذا المنّ بحلاوته ، فادع لنا ربّك أن يطعمنا اللحم ، فدعا ـ عليهالسلام ـ فأنزل الله عليهم السلوى.
واختلفوا فيه :
[٢ / ١٩٩٣] فقال ابن عبّاس وأكثر المفسرين : هو طائر يشبه السّمانى.
[٢ / ١٩٩٤] وقال أبو العالية ومقاتل : هو طير أحمر ، بعث الله سحابة فمطرت ذلك الطير في عرض ميل وقدر طول رمح في السماء بعضه على بعض!
[٢ / ١٩٩٥] وقال عكرمة : طير يكون بالهند أكبر من عصفور.
__________________
(١) نسبه في زاد المسير (١ / ٧١) : إلى ابن عبّاس ومقاتل ، وذكر بقيّة الأقوال.
(٢) ويصح بالتاء (الترنجبين) راجع لسان العرب : ١٠ / ٩٦ ، وهو طلّ ينزل من الهواء ويجتمع على أطراف الشجر في بعض البلدان ، وقيل : هو ندى شبيه العسل جامد متحبب ينزل من السماء ، وقيل : يشبه الكمأة. ولعلّه ما يجنيه النحل من الشجر وهو ما يسمّى ب «غبار الطلع» إلى صغارها على شكل حبوب صغيرة بأرجلها ، وهو غير العسل وغير الهلام الملكي. والترنجبين معروف وهو نوع من الگزأنگبين (جزأنجبين) في الدرجة الثانية.
(٣) مسند أحمد : ١ / ١٨٧.