[٢ / ١٦٩٢] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) قال : بما أعطوا من الملك والرسل والكتب ، على من كان في ذلك الزمان ، فإنّ لكلّ زمان عالما (١).
[٢ / ١٦٩٣] وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمان بن زيد في قوله : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) قال : عالم أهل ذلك الزمان. وقرأ قول الله : (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ)(٢) قال : هذه لمن أطاعه واتّبع أمره ، وقد كان فيهم القردة وهم أبغض خلقه إليه ، وقال لهذه الأمّة : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٣). قال : هذه لمن أطاع الله واتّبع أمره واجتنب محارمه (٤).
[٢ / ١٦٩٤] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) يعني اليهود بالمدينة (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) يعني أجدادكم. والنعمة «عليهم» حين أنجاهم من آل فرعون فأهلك عدوّهم ، والخير الّذي أنزل عليهم في أرض التيه ، وأعطاهم التوراة. ثمّ قال : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) يعني عالمي ذلك الزمان يعني أجدادهم من غير بني إسرائيل (٥).
[٢ / ١٦٩٥] وأخرج ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدّثنا ابن علية ، وحدّثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزّاق ، قال : أخبرنا معمر جميعا ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «ألا إنّكم وفّيتم سبعين أمّة» قال يعقوب في حديثه : «أنتم آخرها». وقال الحسن : «أنتم خيرها وأكرمها على الله» (٦).
قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)
[٢ / ١٦٩٦] أخرج الحاكم وصحّحه عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قرأت على أبيّ بن كعب :
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٦٥ ؛ الطبري ١ : ٣٧٨ / ٧٢٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٠٤ / ٤٩٧ ؛ ابن كثير ١ : ٩٢ ، وزاد : وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة وإسماعيل بن أبي خالد ؛ التبيان ١ : ٢٠٩ ، رواه ما بمعناه عن أبي العالية وغيره.
(٢) الدخان ٤٤ : ٣٢.
(٣) آل عمران ٣ : ١١٠.
(٤) الطبري ١ : ٣٧٨ / ٧٣٠.
(٥) تفسير مقاتل ١ : ١٠٢ ـ ١٠٣.
(٦) الطبري ١ : ٣٧٨ / ٧٣١ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٤٣٣ / ٤٢٨٨ ، باب ٣٤ ؛ الترمذي ٤ : ٢٩٤ / ٤٠٨٧ ، أبواب تفسير القرآن ، سورة آل عمران ؛ مسند أحمد ٥ : ٥.