قائمة الکتاب
ملحوظة
٢١٩
إعدادات
التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]
التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]
تحمیل
مذاكرهم (١) قال عبد العزيز بن يحيى : درجوا وانقرضوا فلا عين ولا أثر (٢).
***
وقال في قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) : اختلفوا في حكم الآية ومعناها ، ولهم فيها طريقان :
أحدهما : أنّه أراد بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) على التحقيق وعقد التصديق ، ثمّ اختلفوا في هؤلاء المؤمنين من هم؟ فقال قوم : هم الّذين آمنوا بعيسى ثمّ لم يتهوّدوا ولم يتنصّروا ولم يصبئوا ، وانتظروا خروج محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال آخرون : هم طلّاب الدين ، منهم : حبيب النجّار ، وقسّ بن ساعدة ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، والبراء (٣) ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ويحيى الراهب ، ووفد النجاشي. فمنهم من آمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل مبعثه ، فمنهم من أدركه وتابعه ، ومنهم من لم يدركه.
وقيل : هم مؤمنو الأمم الماضية. وقيل : المؤمنون من هذه الأمّة.
(وَالَّذِينَ هادُوا) يعني الّذين كانوا على دين موسى عليهالسلام ولم يبدّلوا ولم يغيّروا.
(وَالنَّصارى) : الّذين كانوا على دين عيسى عليهالسلام ولم يبدّلوا وماتوا على ذلك.
قالوا : وهذان اسمان لزماهم زمن موسى وعيسى عليهماالسلام ، حيث كانوا على الحقّ فبقي الاسم عليهم كما بقي الإسلام على أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(وَالصَّابِئِينَ) زمن استقامتهم. (مَنْ آمَنَ) منهم أي مات منهم وهو مؤمن ؛ لأنّ حقيقة الإيمان المؤافاة. ويجوز أن يكون الواو فيه مضمرا أي : ومن آمن بعدك يا محمّد إلى يوم القيامة.
والطريق الآخر : أنّ المذكورين بالإيمان في أوّل الآية إنّما هو على طريق المجاز والتّسمية
__________________
(١) البغوي ١ : ١٢٤. قوله : يجبّون مذاكيرهم أي يقطعونها ، ولعلّه كناية عن الختان كما هو شريعة اليهود.
(٢) درج القوم : انقرضوا وبادوا.
(٣) وفي نسخة المتن وصفه بالسندي أو السني. ولعلّه تصحيف السلمي ، وهو البراء بن معرور الخزرجي السلمي الأنصاري أوّل من بادر إلى البيعة بالعقبة ، وكان حريصا على الإسلام. مات قبل هجرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشهر فصلّى على قبره. وكان أوصى بوصية للنبيّ فردّها إلى ابنه.