قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]

التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]

225/576
*

مذاكرهم (١) قال عبد العزيز بن يحيى : درجوا وانقرضوا فلا عين ولا أثر (٢).

***

وقال في قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) : اختلفوا في حكم الآية ومعناها ، ولهم فيها طريقان :

أحدهما : أنّه أراد بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) على التحقيق وعقد التصديق ، ثمّ اختلفوا في هؤلاء المؤمنين من هم؟ فقال قوم : هم الّذين آمنوا بعيسى ثمّ لم يتهوّدوا ولم يتنصّروا ولم يصبئوا ، وانتظروا خروج محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال آخرون : هم طلّاب الدين ، منهم : حبيب النجّار ، وقسّ بن ساعدة ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، والبراء (٣) ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ويحيى الراهب ، ووفد النجاشي. فمنهم من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل مبعثه ، فمنهم من أدركه وتابعه ، ومنهم من لم يدركه.

وقيل : هم مؤمنو الأمم الماضية. وقيل : المؤمنون من هذه الأمّة.

(وَالَّذِينَ هادُوا) يعني الّذين كانوا على دين موسى عليه‌السلام ولم يبدّلوا ولم يغيّروا.

(وَالنَّصارى) : الّذين كانوا على دين عيسى عليه‌السلام ولم يبدّلوا وماتوا على ذلك.

قالوا : وهذان اسمان لزماهم زمن موسى وعيسى عليهما‌السلام ، حيث كانوا على الحقّ فبقي الاسم عليهم كما بقي الإسلام على أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(وَالصَّابِئِينَ) زمن استقامتهم. (مَنْ آمَنَ) منهم أي مات منهم وهو مؤمن ؛ لأنّ حقيقة الإيمان المؤافاة. ويجوز أن يكون الواو فيه مضمرا أي : ومن آمن بعدك يا محمّد إلى يوم القيامة.

والطريق الآخر : أنّ المذكورين بالإيمان في أوّل الآية إنّما هو على طريق المجاز والتّسمية

__________________

(١) البغوي ١ : ١٢٤. قوله : يجبّون مذاكيرهم أي يقطعونها ، ولعلّه كناية عن الختان كما هو شريعة اليهود.

(٢) درج القوم : انقرضوا وبادوا.

(٣) وفي نسخة المتن وصفه بالسندي أو السني. ولعلّه تصحيف السلمي ، وهو البراء بن معرور الخزرجي السلمي الأنصاري أوّل من بادر إلى البيعة بالعقبة ، وكان حريصا على الإسلام. مات قبل هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشهر فصلّى على قبره. وكان أوصى بوصية للنبيّ فردّها إلى ابنه.