كائن (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من نزول العذاب (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) عند الموت. يقول : إنّ الّذين آمنوا يعني صدّقوا بتوحيد الله ـ تعالى ـ ومن آمن من الّذين هادوا ومن النصارى ومن الصابئين من آمن منهم بالله واليوم الآخر فيما تقدّم إلى آخر الآية (١).
[٢ / ٢٢٧٠] وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال : نحن أعلم الناس من أين تسمّت اليهود باليهوديّة؟ بكلمة موسى عليهالسلام : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) ولم تسمّت النصارى بالنصرانيّة؟ من كلمة عيسى عليهالسلام : (كُونُوا أَنْصارَ اللهِ)(٢).
[٢ / ٢٢٧١] وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال : نحن أعلم الناس من أين تسمّت اليهود باليهوديّة ، والنصارى بالنصرانيّة ، إنّما تسمّت اليهود باليهوديّة بكلمة قالها موسى : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) فلمّا مات قالوا : هذه الكلمة كانت تعجبه فتسمّوا باليهود ، وإنّما تسمّت النصارى بالنصرانيّة لكلمة قالها عيسى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) فتسمّوا بالنصرانيّة (٣).
[٢ / ٢٢٧٢] وروى أبو جعفر الصدوق بإسناده إلى عليّ بن فضّال عن أبيه أنّه سأل الإمام أبا الحسن الرضا عليهالسلام : لم سمّي الحواريّون الحوارييّن؟ قال : «أمّا عند الناس فإنّهم سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا قصّارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل.
وأمّا عندنا فسمّي الحواريّون الحواريّين لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير.
قال : فقلت له : فلم سمّي النصارى نصارى؟ قال : لأنّهم من قرية إسمها ناصرة من بلاد الشام نزلتها مريم وعيسى بعد رجوعهما من مصر» (٤).
[٢ / ٢٢٧٣] وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن جرير عن ابن عبّاس قال : إنّما سمّيت النصارى
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ١١١ ـ ١١٢.
(٢) الدرّ ١ : ١٨٢ ؛ ابن أبي حاتم ٥ : ١٥٧٧ / ٩٠٤٣ ، والآيتين من الأعراف ٧ : ١٥٦ ، والصفّ ٦١ : ١٤.
(٣) الدرّ ١ : ١٨٢ والآية من آل عمران ٣ : ٥٢.
(٤) العيون ٢ : ٨٥ ، باب ٣٢ / ١٠ ؛ علل الشرائع ١ : ٨٠ ـ ٨١ ، باب ٧٢ / ١ ؛ البحار ١٤ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ / ٢ باب ٢٠.