قال تعالى :
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨٢))
وهنا يستطرد القرآن يقصّ على المسلمين من أحوال بني إسرائيل : إنّهم فريقان ، فريق أمّي جاهل ، لا يدري شيئا من كتابهم سوى أوهام وظنون ، وسوى أماني في النجاة في دار العقبى ، على حساب أنّهم شعب الله المختار ، المغفور له كلّ ما يعمل وكلّ ما يرتكب من آثام.
وفريق يستغلّ هذا الجهل وهذه الأمّيّة فيزوّر على كتاب الله ، ويحرّف الكلم عن مواضعه بالتأويلات المغرضة ، ويكتم منه ما يشاء ، ويبدى منه ما يشاء ، ويكتب كلاما من عند نفسه يذيعه بين العوامّ باسم أنّه كتاب الله وشريعته كلّ هذا ليربح ويكسب ، ويحتفظ بالرياسة والقيادة ..
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ).
إذن فكيف ينتظر من أمثال هؤلاء وهؤلاء أن يستجيبوا للحقّ ، وأن يستقيموا على الهدى وأن يخلصوا الإيمان الصادق بالإسلام والقرآن وشريعة السماء.
هيهات كيف ينتظر الصلاح من ذوي الطباع المنحرفة المعوجّة؟!
نعم ، إنّما ينتظرهم الويل والهلاك ، لصنيعهم في تحريف الكتاب ، ولابتغائهم الثمن البخس في مكسبهم الدنيء.
***