حسن الوجه. فلمّا وجدوه في التوراة محوه حسدا وبغيا ، فأتاهم نفر من قريش فقالوا : تجدون في التوراة نبيّا أميّا؟ فقالوا : نعم ، نجده طويلا أزرق سبط الشعر (١) ، فأنكرت قريش وقالوا : ليس هذا منّا (٢).
قوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ)
[٢ / ٢٤٨٦] أخرج ابن جرير عن السدّي في قوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) قال : قالت اليهود : إنّ الله يدخلنا النار فنمكث فيها أربعين ليلة ، حتّى إذا أكلت النار خطايانا واستنقتنا (٣) ، نادى مناد : أخرجوا كلّ مختون من ولد بني إسرائيل ، فلذلك أمرنا أن نختتن. قالوا : فلا يدعون منّا في النار أحدا إلّا أخرجوه (٤).
[٢ / ٢٤٨٧] وأخرج أحمد والبخاري والدارمي والنسائي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال : «لمّا افتتحت خيبر أهديت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شاة فيها سمّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أبوكم؟ قالوا : فلان. قال : كذبتم ، بل أبوكم فلان. قالوا : صدقت وبررت. ثمّ قال لهم : هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا : نعم يا أبا القاسم ، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم : من أهل النار؟ قالوا : نكون فيها يسيرا ثمّ تخلفوننا فيها. فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اخسأوا ـ والله ـ لا نخلفكم فيها أبدا» (٥).
[٢ / ٢٤٨٨] وأخرج ابن جرير والبغوي عن أبي العالية ، قال : قالت اليهود : إنّ ربّنا عتب علينا في أمرنا ، فأقسم ليعذّبنا أربعين ليلة فلن تمسّنا النار إلّا أربعين يوما ، تحلّة للقسم ثمّ يخرجنا! فأكذبهم الله! (٦).
__________________
(١) السّبط من الشعر : المنبسط المسترسل.
(٢) الدرّ ١ : ٢٠٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٥٤ / ٨٠٥.
(٣) من النقاوة أي طهّرتنا النار.
(٤) الطبري ١ : ٥٣٨ / ١١٥٧.
(٥) الدرّ ١ : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ؛ مسند أحمد ٢ : ٤٥١ ، وليس فيه : «اخسأوا» ؛ البخاري ٧ : ٣٢ ؛ الدارمي ١ : ٣٣ ـ ٣٤ ؛ النسائي ٦ : ٤١٣ / ١١٣٥٥ ، تفسير سورة المؤمنون.
(٦) الطبري ١ : ٥٣٨ / ١١٥٨ ؛ البغوي ١ : ١٣٨ ، عن الحسن وأبي العالية.