فقال له : قم يا عليّ فإنّني |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أنصار صدق مواليا |
هناك دعا : اللهم وال وليّه |
|
وكن للذي عادى عليّا معاديا |
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تزال ـ يا حسّان ـ مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك!» (١).
ورواه الخوارزمي في المناقب (٢) وغيره من أعلام (٣).
[٢ / ٢٦٣٢] وأخرج ابن سعيد وأحمد والبخاري وأبو داوود والترمذي عن عائشة : «أنّ رسول الله وضع صلىاللهعليهوآلهوسلم لحسان منبرا في المسجد ، فكان ينافح عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّه» (٤).
قوله تعالى : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ)
وهذه بادرة أخرى تعنّتت بها بنو إسرائيل ، تهكّما بمواقف أنبيائهم واستهانة بموضعهم الرسالي ، بما يشي عن مهانتهم هم في الرأي والسلوك.
قالوا ـ استهزاء بموضع رسالة الأنبياء ـ : قلوبنا غلف ـ أي مغلّفة لا تنفذ فيها دعوة ولا تعي نصحا ولا تتّعظ بعظة.
هذا كلام من بلغت به الشراسة مبلغها في اللؤم والشؤم.
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٧٧ ، (مصنّفات المفيد ١١).
(٢) المناقب : ١٣٦.
(٣) راجع : الغدير ٢ : ٣٤ ـ ٣٩.
ملحوظة : في تقييد النصرة باللسان هنا لطيفة : كان حسّان جبانا للغاية ؛ جعله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الخندق في الحصن مع النساء والصبيان ، فطاف عليهم يهوديّ ، فقالت صفيّة لحسّان : لا آمن هذا اليهودي ، انزل فاقتله! فقال : يغفر الله لك يا بنت عبد المطّلب ، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا! فأخذت صفيّة عمودا ونزلت من الحصن فضربت اليهوديّ فقتلته ورجعت إلى الحصن. ومن ثمّ لم يشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا من مشاهده لجبنه (الكامل لابن الأثير ٢ : ١٨٢).
(٤) الدرّ ١ : ٢١٣ ؛ ابن كثير ١ : ١٢٧ ؛ مسند أحمد ٦ : ٧٢ ؛ الحاكم ٣ : ٤٧٨ كتاب معرفة الصحابة ؛ أبو داوود ٢ : ٤٨٠ / ٥٠١٥ كتاب الأدب باب ٩٥ : ما جاء في الشعر. الترمذي ٤ : ٢١٦ ـ ٢١٧ / ٣٠٠٣ ، أبواب الاستيذان والآداب ، باب ١٠٣ (ما جاء في إنشاد الشعر) ؛ ابن عساكر ١٢ : ٣٨٨ / ١٢٦٣ ؛ البخاري ٥ : ٦١ بلفظ : عن هشام عن أبيه قال : ذهبت أسبّ حسّان عند عائشة فقالت : لا تسبّه ، فإنّه كان ينافح عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي يدافع عنه ، كانّه يكشف الهمّ عنه.