لأسمع منكم! وسألوه فقالوا : من صاحب صاحبكم؟ فقال لهم : جبريل ، قالوا : ذاك عدوّنا من الملائكة يطلع محمّدا على سرّنا ، وإذا جاء ، جاء بالحرب والسّنة ولكن صاحبنا ميكائيل ، إذا جاء جاء بالخصب والسلم. فتوجّه نحو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحدّثه حديثهم ، فوجده قد أنزل عليه هذه الآية : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ...) الآية. (١)
[٢ / ٢٧٧٨] وأخرج البخاري وغيره بالإسناد إلى أنس ، قال : سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ـ أي ابن سلام ـ في أرض يخترف (٢) ، فأتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّي سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلّا نبيّ : فما أوّل أشراط الساعة؟ وما أوّل طعام أهل الجنّة؟ وما ينزع الولد (٣) إلى أبيه أو إلى أمّه؟
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني بهنّ جبريل آنفا! قال ابن سلام : جبريل؟! قال : نعم! قال : ذاك عدوّ اليهود من الملائكة! فقرأ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ ...). قال : أمّا أوّل أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب! وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت!؟ وأمّا ما ينزع الولد إلى أبيه أو أمّه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إليه. وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها! فعند ذلك شهد ابن سلام الشهادتين وأسلم. (٤)
قلت : وفي هذا الحديث غرابة من وجوه لا تخفى!
[٢ / ٢٧٧٩] وروى الثعلبي بالإسناد إلى ابن عبّاس قال : إنّ حبرا من أحبار اليهود يقال له ـ عبد الله بن صوريا ـ كان قد حاجّ النبيّ وسأله عن أشياء. (٥)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٢٣ ؛ الطبري ١ : ٦٠٩ ـ ٦١٠ / ١٣٣٤.
(٢) جاء في مسند أحمد ٣ : ٢١١ : وهو في نخل لأهله ، يخترف لهم منه. أي يجتني لهم ثمر النخل.
(٣) أي ولم ينزع إلى أحدهما؟
(٤) البخاري ٥ : ١٤٨ ـ ١٤٩ و ٤ : ١٠٢ ـ ١٠٣ و ٢٦٨ ؛ و (ط الشعب) ٤ : ١٦٠ ـ ١٦١ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٠٨ و ١٨٩ ؛ دلائل النبوّة للبيهقي ٦ : ٢٦٠ ـ ٢٦١ ؛ النسائي ٥ : ٣٣٨ ـ ٣٣٩ / ٩٠٧٤ ؛ كنز العمّال ١٤ : ٣٤٤ / ٣٨٨٨٢ ؛ أبو يعلى ٦ : ٤٥٨ ـ ٤٥٩ / ٣٨٥٦ ؛ ابن حبّان ١٦ : ١١٧ ـ ١١٨ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد : ٤٠٨ ـ ٤٠٩ / ١٣٨٩.
(٥) ذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي في التبيان (١ : ٣٦٣) : أنّ ابن صوريا وجماعة من يهود فدك ، لمّا قدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة