[٢ / ٢٨٢٨] وأخرج الحاكم عن أبي المليح عن أبيه أنّه صلّى مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ركعتي الفجر ، فصلّى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ركعتين خفيفتين قال : فسمعته يقول : «اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمّد أعوذ بك من النار» ثلاث مرّات. (١)
[٢ / ٢٨٢٩] وأخرج أحمد في الزهد عن عائشة ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أغمي عليه ورأسه في حجرها ، فجعلت تمسح وجهه وتدعو له بالشفاء ؛ فلمّا أفاق قال : «لا ، بل اسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهمالسلام». (٢)
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ)
يعني : أنّ دلائل الدين واضحة وبراهين الشريعة لائحة ومتوافقة مع فطرة العقل السليم. ومن ثمّ فإنّ الذي يرفضها كان قد عاكس فطرته وخرج عن إطار العقل الرشيد ، الأمر الذي يتصادق مع صنيع اليهود الذي دأبوا عليه في نقض العهود والمواثيق ونبذ كتاب الله وراء الظهور ومجابهة الأنبياء بالعصيان والمرود.
نعم سوى اتّباع شياطين الجنّ والإنس في إغواءاتهم الضالّة والعمل على بثّ التفرقة والفساد في الأرض.
وهذا ما تعرّضت له الآيات التالية :
قوله تعالى : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
يعني : أنّ نقضهم للعهود ونبذهم للمواثيق إنّما نشأ عن اعوزاز في ذات نفوسهم ونقص ذاتي غالب على جبلّة اليهود المنحرفة عن الحقّ والمنجرفة مع كلّ باطل .. فقد جبلوا أن لا يؤمنوا لحقيقة ولا يذعنوا لنصيحة ركضا وراء مشتهيات سافلة ذاهلين.
[٢ / ٢٨٣٠] أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : لم يكن في الأرض عهد يعاهدون إليه إلّا نقضوه ،
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٣١ ـ ٢٣٢ ؛ الحاكم ٣ : ٦٢٢ ؛ الكبير ١ : ١٩٥ / ٥٢٠ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٢١٩.
(٢) الدرّ ١ : ٢٣٢.