وبابل. (١)
[٢ / ٢٨٦٨] وعن الحسن : إنّ الملكين ببابل الكوفة إلى يوم القيامة وأنّ من أتاهما سمع كلامهما ولا يراهما. (٢)
[٢ / ٢٨٦٩] وأخرج عبد الرزّاق عن معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم قال : سئل المختار : هل يرى هاروت وماروت اليوم أحد؟ قال : أمّا منذ ائتفكت بابل ائتفاكتها الآخرة فإنّ أحدا لم يرهما. (٣)
[٢ / ٢٨٧٠] وعن مجاهد : إنّ هاروت وماروت لا يصل إليهما أحد ويختلف فيما بينهما شيطان في كلّ مسألة اختلافة واحدة. (٤)
مدينة بابل بين الأسطورة والواقع
الذي جاء في هذه الآثار هي لقطات من أسطورة إسرائيليّة قديمة جاء في سفر التكوين (أص ١١) : «وكانت الأرض كلّها لسانا واحدا ولغة واحدة. وحدث في ارتحال قبائل بني نوح شرقا أن وجدوا بقعة في أرض شنعار (٥) وسكنوا هناك. وقال بعضهم لبعض : هلمّ نبن لنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء (٦). ونصنع لأنفسنا اسما لئلّا نتبدّد على وجه كلّ الأرض.
لكن الربّ لمّا أشرف على المدينة والبرج يبنيان جاس في نفسه : أن لو بنى بنو آدم المدينة وسكنوها واجتمعوا على لسان واحد ولغة واحدة ، أن سوف لا يؤمن عاقبة أمرهم في كلّ ما ينوون ويعملون في سبيل الرقيّ والحضارة وهذا ابتداء عملهم.
__________________
(١) القرطبي ٢ : ٥٣ ؛ البغوي ١ : ١٤٨.
(٢) التبيان ١ : ٣٧٤.
(٣) عبد الرزّاق ١ : ٢٨٤ / ١٠٢ ؛ الثعلبي ١ : ٢٤٩.
(٤) البغوي ١ : ١٥٢.
(٥) شنعار بمعنى النهرين اسم أطلقته التوراة على أرض العراق وعلى أواسطها بالذات ، باعتبار وقوعها بين النهرين دجلة والفرات .. ومن ثمّ يقال للعراق : أرض الرافدين .. (قاموس الكتاب المقدس ـ جيمز هاكس : ٥٣٦) وجاء في تراجم البلاد : أنّ بابل مدينة قديمة في أواسط ما بين النهرين. تقع أنقاضها على الفرات ، قرب الحلّة ، على مسافة ٨٠ كم جنوب شرقيّ بغداد.
(٦) قيل : لعلّهم حاولوا بذلك إمكان التخلّص من ورطة طوفان آخر قد يداهمهم!! (المصدر : ١٥٥).