٢ ـ الدولة البابليّة الحديثة ٦٢٦ ـ ٥٣٩ ق. م. من أشهر ملوكها نبوخذ نصّر الثاني : ٦٠٥ ـ ٥٢٦ ق. م.
دمّر مدينة بابل سنحاريب الآشوري ٦٨٩ ق. م. ثمّ أعاد بناءها أسرحدون (١).
فتحها كورش ٥٣٩ ق. م. فأصبحت قاعدة ولاية أخمينيّة ، حتّى احتلّها الإسكندر المقدوني ٣٣١ ق. م. وجعلها عاصمة القسم الشرقيّ من إمبراطوريّته وفيها توفّي.
من آثارها باب عشتار ، وبلاط نبوخذ نصّر الثاني ، والطريق الملوكي.
هاروت وماروت
هما اسمان كلدانيّان دخلهما تغيير التعريب ، للإجراء على خفّة الأوزان العربيّة. والظاهر أنّ هاروت معرّب (هاروكا) وهو اسم القمر عند الكلدانيّين (٢). وماروت معرّب (ماروداخ) وهو اسم المشتري عندهم ، وكانوا يعدّون الكواكب السيّارة من المعبودات المقدّسة التي هي دون الآلهة (نظير الملائكة عند الإلهيين) لا سيّما القمر فإنّه عندهم أشدّ الكواكب تأثيرا في هذا العالم وكذلك المشتري فهو أشرف الكواكب السبعة عندهم.
__________________
الشرق وكانت لهم إمبراطوريّة واسعة. كانت عاصمتهم أوّلا مدينة آشور ثمّ كالح وأخيرا نينوا الواقعة في شماليّ العراق قرب الموصل. وازدهرت في عهد سنحريب (٧٠٤ ـ ٦٨١ ق. م).
وآخر كبار ملوكهم آشور بانيبال (٦٦٩ ـ ٦٣٠ ق. م) ابن أسرحدون. حمل مرارا على مصر ودمّر ثيبة ٦٣٠ ق. م. أخضع المدن الفينقيّة وآسية الصغرى وبابل. بلغت الدولة الآشورية في عهده أوجها. ثمّ بدأت في الانحطاط. كان هذا الملك مغرما بجمع الكتب والآثار وجمع مكتبة غنيّة تحتوي على الألوف من اللوحات الأثريّة اكتشفت في قصره بنينوا وانتقلت إلى المتحف البريطاني بلندن.
(١) أسرحدون ابن سنحاريب ملك آشور (٦٨٠ ـ ٦٦٩ ق. م) اشتهر بالسياسة والدهاء. أعاد بناء مدينة بابل. غزا مصر ٦٧٧ ق. م. واحتلّ محفيس. وازدهرت الإمبراطوريّة الآشوريّة وبلغت أوجها في عهده.
(٢) نسبة إلى كلده (اسم أطلق على بلاد ما بين النهرين بأسرها). والكلدانيّون عاشوا منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، وانقسموا إلى سومر واكد ، كانا قد يتحدّان وقد يتنازعان. وانقرضوا على يد حمورابي حوالي سنة ٢١٠٠ ق. م. وفي أيّام «نبوكد نصّر ـ ٦٠٥ ـ ٥٦٢ ق. م ـ» استولت الدولة البابليّة على مناحي بين النهرين ومن جملتها كلده. وهو الذي احتلّ فلسطين وخرّب أورشليم وسبى اليهود ٥٨٦ ق. م. وأخيرا انقرضت دولته على يد كورش الكبير ٥٣٩ ق. م.