[٢ / ١٧٨٠] وعنه أيضا قال : كان فرعون يعذّب بني إسرائيل فيجعلهم خدما وخولا (١) وصنّفهم في أعماله ، فصنف يبنون وصنف يزرعون له ، فهم في أعماله ، ومن لم يكن منهم في صنعة من عمله فعليه الجزية ، فسامهم ـ كما قال الله عزوجل ـ : (سُوءَ الْعَذابِ)(٢).
[٢ / ١٧٨١] وقال وهب : كانوا أصنافا في أعمال فرعون ، فذوو القوّة ينحتون السواري من الجبال حتّى قرحت أعناقهم وأيديهم ودبرت ظهورهم من قطعها ونقلها ، وطائفة ينقلون الحجارة والطين يبنون له القصور ، وطائفة منهم يضربون اللّبن ويطبخون الآجر ، وطائفة نجّارون وحدّادون ، والضعفة منهم يضرب عليهم الخراج ، جزية (ضريبة) يؤدّونها كلّ يوم ، فمن غربت عليه الشمس قبل أن يؤدّي ضريبته غلّت يمينه إلى عنقه شهرا ، والنساء يغزلن الكتّان وينسجن (٣).
[٢ / ١٧٨٢] وأخرج ابن جرير عن أسباط عن السدّي قال : جعلهم في الأعمال القذرة وجعل يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم (٤).
قوله تعالى : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ)
[٢ / ١٧٨٣] قال عليّ بن إبراهيم في الآية : إنّ فرعون لمّا بلغه أنّ بني إسرائيل يقولون : يولد فينا رجل يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده ، كان يقتل أولادهم الذكور ويدع الإناث (٥).
[٢ / ١٧٨٤] وروي عن أبي محمّد العسكري عليهالسلام قال : «قال الله : واذكروا يا بني إسرائيل (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ) أنجينا أسلافكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وهم الّذين كانوا يدنون إليه بقرابته وبدينه ومذهبه (يَسُومُونَكُمْ) يعذّبونكم (سُوءَ الْعَذابِ) شدّة العذاب ، كانوا يحمّلونه عليكم. قال : وكان من عذابهم الشديد أنّه كان فرعون يكلّفهم عمل البناء والطين ، ويخاف أن يهربوا عن العمل ، فأمر بتقييدهم ، فكانوا ينقلون ذلك الطين على السلالم إلى السطوح ، فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن
__________________
(١) الخول : العبيد والإماء.
(٢) الطبري ١ : ٣٨٧ / ٧٤٥ ؛ القرطبي ١ : ٣٨٤ ، بخلاف في اللفظ ومع عدم ذكر الراوي.
(٣) البغوي ١ : ١١٣.
(٤) الطبري ١ : ٣٨٧ / ٧٤٦.
(٥) القمي ١ : ٤٦ ـ ٤٧ ؛ البحار ١٣ : ١٠٦ / ١ ، باب ٤.