غير أنّ هذه الرواية ساقطة عندنا ، واللفظ لا يصلح أن يكون لفظ الإمام عليهالسلام وهو العربيّ الصميم العارف بموضع القرآن من اللغة الفصحى الرقيقة ، التي لا تشبه شيئا من لفظ الرواية المتفكّك الركيك ، ولعلّه موضوع عليه .. ولا سيّما بعد ملاحظة الغمز في الإسناد.
أمّا الإسناد إلى عبد الله بن سنان ، فهو مشترك بين ثلاثة ، اثنان منهم مجهولان ، فهلّا يكون هذا أحدهما؟!
ورواية الصدوق الأولى مرفوعة أي مقطوعة الإسناد ـ في مصطلحهم ـ.
وأمّا روايته الأخرى فالإسناد إلى إسماعيل بن خالد ـ وهو مهمل في تراجم الرجال ـ سوى أنّ ابن حجر ذكره في ضعاف الرواة ، واصفا له ـ نقلا عن الذهبي ـ بأنّه رجل كوفيّ من ولد يزيد بن هند القسري يروى عن أبي إسحاق الفزاري ، مجهول (١). قال ابن عقدة : هو شيخ. وقال ابن عديّ :
وليس له كبير حديث.
قال ابن حجر : وذكره الكشّي في رجال الشيعة الرواة عن أبي جعفر الباقر وولده ، قال : وعاش إلى أن أخذ عن موسى بن جعفر. وروى عنه حمّاد بن عيسى. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال : يروي عن معمر. (٢)
روايات العرضة الأخيرة للقرآن
ويلحق بذلك أخبار العرضة الأخيرة للقرآن ، والتي لا موضع لها عند المحقّقين. نعرض منها ما يلى :
[٢ / ٢٩٧٦] أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن الأنباري والبيهقي في الدلائل عن عبيدة السلماني قال : القراءة التي عرضت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العامّ الذي قبض فيه هذه القراءة التي يقرأها الناس ، التي جمع عثمان الناس عليها. (٣)
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ : ٢٢٦ / ٨٦٧.
(٢) لسان الميزان ١ : ٤٠٢ ـ ٤٠٣ / ١٢٦١. وراجع : الكامل لابن عديّ ١ : ٥٠٥ ـ ٥٠٦ / ١٣٥ ـ ١٣٥.
(٣) الدرّ ١ : ٢٥٨ ؛ المصنّف ٧ : ٢٠٤ / ٥ ، باب ٦٩ ، كتاب فضائل القرآن بلفظ : قال : القراءة التي عرضت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في العامّ الّذي قبض فيه هي القراءة التي يقرأها الناس اليوم ؛ الدلائل ٧ : ١٥٥ ، باب ما جاء في تأليف القرآن و....