وكذلك فامضوا في طريقكم حيث اختار الله لكم واعبدوه وأخلصوا له العمل يكون لكم ذخرا .. (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا يضيع عند الله شيء.
وإليك من روايات السلف بهذا الشأن :
قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ)
[٢ / ٢٩٨٣] أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس قال : «قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه ، أو فجّر لنا أنهارا نتّبعك ونصدّقك ، فأنزل الله في ذلك : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) إلى قوله (سَواءَ السَّبِيلِ). وكان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ اليهود حسدا للعرب إذ خصّهم الله برسوله ، وكانا جاهدين في ردّ الناس عن الإسلام ما استطاعا ، فأنزل الله فيهما : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ...) الآية». (١)
[٢ / ٢٩٨٤] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : قال رجل يا رسول الله : لو كانت كفّاراتنا ككفّارات بني إسرائيل؟! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما أعطيتم خير ، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفّارتها ، فإن كفّرها كانت له خزيا في الدنيا ، وإن لم يكفّرها كانت له خزيا في الآخرة ، وقد أعطاكم الله خيرا من ذلك ، قال تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً)(٢) ، والصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة كفّارات لما بينهنّ ، فأنزل الله : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ...) الآية». (٣)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٦٠ ؛ الطبري ١ : ٦٧٦ و ٦٨٢ / ١٤٧٣ و ١٤٨١ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٠٢ / ١٠٧٤ ، إلى قوله : سَواءَ السَّبِيلِ والباقي في : ٢٠٤ / ١٠٨١.
(٢) النساء ٤ : ١١٠.
(٣) الدرّ ١ : ٢٦٠ ؛ الطبري ١ : ٦٧٧ / ١٤٧٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٠٣ / ١٠٧٦ ؛ ابن كثير ١ : ١٥٧ ، وفيه : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ لا نبغيها ـ ثلاثا ـ ما أعطاكم الله خير ممّا أعطى بني إسرائيل ... والصلوات الخمس من الجمعة إلى الجمعة كفّارة لما بينهنّ ، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة ، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها. ولا يهلك على الله إلّا هالك ، فأنزل الله : (أَمْ تُرِيدُونَ ...) الآية.