إذا صلّى ظانّا ثمّ تبيّن الخلاف
إذا صلّى مع ظنّ القبلة متحريّا ، ثمّ تبيّن الخلاف بعد ما انقضى الوقت ، فقد مضت صلاته ولا يقضي .. أمّا إذا كان الوقت باقيا فيعيد إذا كان مستدبرا للقبلة.
[٢ / ٣٠٥٥] روى الشيخ أبو جعفر الطوسي بالإسناد إلى عبد الرحمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا صلّيت وأنت على غير القبلة ، واستبان لك أنّك صلّيت وأنت على غير القبلة ، وأنت في وقت ، فأعد. وإن فاتك الوقت فلا تعد». (١)
[٢ / ٣٠٥٦] وأخرج الدار قطني وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سريّة كنت فيها ، فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة ، فقالت طائفة منّا : القبلة هاهنا قبل الشمال ، فصلّوا وخطّوا خطّا. وقال بعضنا : القبلة هاهنا قبل الجنوب ، فصلّوا وخطّوا خطّا. فلمّا أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة. فلمّا قفلنا من سفرنا سألنا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسكت ، فأنزل الله : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...) الآية. (٢)
[٢ / ٣٠٥٧] وأخرج ابن جرير بإسناده عن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، قال : كنّا مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في ليلة مظلمة في سفر ، فلم ندر أين القبلة فصلّينا ، فصلّى كلّ واحد منّا على حياله (٣). ثمّ أصبحنا فذكرنا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ). (٤)
[٢ / ٣٠٥٨] وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء : أنّ قوما عميت عليهم القبلة ، فصلّى كلّ إنسان منهم إلى ناحية ، ثمّ أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكروا ذلك له ، فأنزل الله : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ). (٥)
[٢ / ٣٠٥٩] وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث سريّة فأصابتهم ضبابة
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٤٧ / ١٥١ و ١٤٢ / ٥٥٤ ؛ الوسائل ٤ : ٣١٥ / ١ باب ١١.
(٢) الدرّ ١ : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ؛ الدار قطني ١ : ٢٧٨ ؛ البيهقي ٢ : ١١ ـ ١٢ ، كتاب الصلاة ، باب استيبان الخطاء بعد الاجتهاد ؛ مجمع البيان ١ : ٣٥٨ ؛ أسباب النزول ، للواحدي : ٢٣.
(٣) أي تلقاء وجهه.
(٤) الطبري ١ : ٧٠٣ / ١٥٢٨.
(٥) الدرّ ١ : ٢٦٧ ؛ سنن سعيد بن منصور ٢ : ٦٠١ / ٢١٠ ؛ الطبري ١ : ٧٠٢.