فلم يهتدوا إلى القبلة فصلّوا لغير القبلة ، ثمّ استبان لهم بعد ما طلعت الشمس أنّهم صلّوا لغير القبلة ، فلمّا جاؤوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدّثوه ، فأنزل الله : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...) الآية. (١)
[٢ / ٣٠٦٠] وقال مقاتل بن سليمان : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...) وذلك أنّ ناسا من المؤمنين كانوا في سفر فحضرت الصلاة في يوم غيم فتحيّروا ، فمنهم من صلّى قبل المشرق ، ومنهم من صلّى قبل المغرب ، وذلك قبل أن تحوّل القبلة إلى الكعبة ، فلمّا طلعت الشمس عرفوا أنّهم قد صلّوا لغير القبلة. فقدموا المدينة فأخبروا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك فأنزل الله : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا) تحولّوا وجوهكم في الصلاة (فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) فثمّ الله (إِنَّ اللهَ واسِعٌ) لتوسيعه عليهم في ترك القبلة حين جهلوها (عَلِيمٌ) بما نووا. (٢)
[٢ / ٣٠٦١] وأخرج أبو داوود الطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم والعقيلي والدار قطني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عامر بن ربيعة عن أبيه قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا ، فجعل الرجل يأخذ الأحجار فيعمل مسجدا فيصلّي فيه ، فلمّا أن أصبحنا إذا نحن قد صلّينا على غير القبلة ، فقلنا : يا رسول الله لقد صلّينا ليلتنا هذه لغير القبلة؟ فأنزل الله : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ...) الآية. فقال : «مضت صلاتكم». (٣)
الصلاة على الراحلة
وردت الرخصة في الصلاة على الراحلة أو على ظهر السفينة أو أيّ مركب آخر أن يتّجه المصلّي في صلاته حيث اتّجهت به راحلته.
[٢ / ٣٠٦٢] روى ابن بابويه الصدوق بالإسناد إلى الحلبي ، أنّه سأل الإمام أبا عبد الله الصادق عليهالسلام
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٦٧ ؛ الثعلبي ١ : ٢٦٢ ، بمعناه ؛ ابن كثير ١ : ١٦٤ ؛ البغوي ١ : ١٥٧ / ٧٦ ، بمعناه ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٢٣ ـ ١٢٤ ، بتفاوت.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٣٣.
(٣) مسند الطيالسي : ١٥٦ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد : ١٣٠ / ٣١٦ ؛ الترمذي ٤ : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ / ٤٠٣٣ ؛ ابن ماجة ١ : ٣٢٦ / ١٠٢٠ ؛ الطبري ١ : ٧٠٢ ـ ٧٠٣ / ١٥٢٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١١ / ١١٢٠ ؛ الضعفاء للعقيلي ١ : ٣١ ؛ الحلية ١ : ١٧٩ ؛ البيهقي ٢ : ١١ ؛ ابن كثير ١ : ١٦٣.