قال تعالى :
(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢))
قرأ أبو جعفر وابو عمرو ويعقوب : «وعدنا» بغير ألف في جميع القرآن ، وقرأ الباقون : (واعَدْنا) بالألف وهي قراءة ابن مسعود (١).
[٢ / ١٨٢٣] قال مقاتل بن سليمان في قوله : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى) يعني الميعاد (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) يعني ثلاثين من ذي القعدة وعشر ليال من ذي الحجّة فكان الميعاد الجبل ليعطى التوراة (٢).
[٢ / ١٨٢٤] وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) قال : ذا القعدة وعشرا من ذي الحجّة ، وذلك حين خلّف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون ، فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليه التوراة في الألواح ، فقرّبه الربّ نجيّا وكلّمه وسمع صرير القلم (٣) ، وبلغنا أنّه لم يحدث حدثا في الأربعين ليلة حتّى هبط من الطور (٤). (٥).
[٢ / ١٨٢٥] وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق ، قال : وعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومه ، ونجّاه وقومه ، ثلاثين ليلة ، ثمّ أتمّها بعشر ، فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلة ، تلقّاه ربّه فيها بما شاء. واستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، وقال : إنّي متعجّل إلى ربّي فاخلفني في قومى ولا تتّبع سبيل المفسدين! فخرج موسى إلى ربّه متعجّلا للقائه شوقا إليه ، وأقام هارون في بني إسرائيل ومعه السامريّ يسير بهم على أثر موسى ليلحقهم به (٦).
__________________
(١) الثعلبي ١ : ١٩٤.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٠٤.
(٣) ذكرنا أنّ التوراة هي أحكام الشريعة نزلت على موسى فكتبها في الألواح التي كانت معه .. ولم يعلم معنى «صرير القلم» قلم من؟
(٤) هذا أيضا عجيب ولعلّه من غرائب القصّاصين.
(٥) الدرّ ١ : ١٦٧ ـ ١٦٨ ؛ الطبري ١ : ٤٠٠ ـ ٤٠١ / ٧٦٩ ؛ قال : وعن الربيع نحوه ؛ التبيان ١ : ٢٣٣ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٠٧ / ٥١١.
(٦) الطبري ١ : ٤٠١ / ٧٧٠.