قوله تعالى : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)
[٢ / ٣٣٨٤] أخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن إسحاق في قوله : (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) قال : يعلّمهم الخير والشرّ ليعرفوا الخير فيعملوه والشرّ فيتّقوه ، ويخبركم برضائه عنكم إذا أطعتموه لتستكثروا من طاعته ، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته (١).
[٢ / ٣٣٨٥] وأخرج ابن جرير بإسناده عن ابن زيد في قوله : (وَالْحِكْمَةَ) قال : الحكمة : الدين الّذي لا يعرفونه إلّا به صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلّمهم إيّاها. قال : والحكمة : العقل في الدين ؛ وقرأ : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(٢). وقال لعيسى : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ)(٣). قال : وقرأ ابن زيد : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها)(٤). قال : لم ينتفع بالآيات حيث لم تكن معها حكمة. قال : والحكمة شيء يجعله الله في القلب ينوّر له به (٥).
[٢ / ٣٣٨٦] وأخرج ابن جرير عن ابن وهب إنّه قال : قلت لمالك : ما الحكمة؟ قال : المعرفة بالدين ، والفقه في الدين ، والاتّباع له (٦).
[٢ / ٣٣٨٧] وقال مجاهد : والحكمة فهم القرآن (٧).
[٢ / ٣٣٨٨] وأخرج أبو داوود في مراسيله عن مكحول قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «آتاني الله القرآن ومن الحكمة مثليه» (٨).
__________________
(١) ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٧ / ١٢٦١ ؛ ابن كثير ١ : ١٩٠.
(٢) البقرة ٢ : ٢٦٩.
(٣) آل عمران ٣ : ٤٨.
(٤) الأعراف ٧ : ١٧٥.
(٥) الطبري ١ : ٧٧٥ / ١٧١٦ ، وقال الطبري : «والصواب من القول عندنا في الحكمة ، أنّها العلم بأحكام الله الّتي لا يدرك علمها إلّا ببيان الرسول والمعرفة بها» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٧ / ١٢٦٤ ، عن ابن زيد عن أبيه ، بلفظ : «الحكمة : العقل في الدين».
(٦) الطبري ١ : ٧٧٥ / ١٧١٥ ؛ القرطبي ٢ : ١٣١ ، وزاد : وقاله [أيضا] ابن زيد ؛ التبيان ١ : ٤٦٧ عن قول أنس بن مالك بلفظ : «المعرفة بالدين والفقه في التأويل» ؛ مجمع البيان ١ : ٣٩٤ ، عن مالك بن أنس : بنحو ما في التبيان.
(٧) البغوي ١ : ١٦٨ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٦.
(٨) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ المراسيل : ٣٥٩ / ٥٣٤ ، باب ١١٣ (في البدع).