٢٣ ـ باب كراهة ردّ اليدين من القنوت على الرأس والوجه في الفرائض ، واستحبابه في نوافل اللّيل والنهار
[٢ / ٧١٨٧] روى صاحب كتاب الاحتجاج بالإسناد إلى محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنّه كتب إلى صاحب الزمان عليهالسلام يسأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يردّ يديه على وجهه وصدره ، للحديث الّذي روي : «أنّ الله جلّ جلاله أجلّ من أن يردّ يدي عبده صفرا ، بل يملأهما من رحمته» أم لا يجوز؟ فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّه عمل في الصلاة؟ فأجاب عليهالسلام : «ردّ اليدين من القنوت على الرأس والوجه غير جائز في الفرائض ، والّذي عليه العمل فيه إذا رجع يده في قنوت الفريضة وفرغ من الدعاء أن يردّ بطن راحتيه على صدره تلقاء ركبتيه على تمهّل ويكبّر ويركع». والخبر صحيح ، وهو في نوافل النهار واللّيل دون الفرائض ، والعمل به فيها أفضل (١).
رفع اليدين بالدعاء والابتهال إلى الله
وهنا ناسب الكلام عن رفع اليدين بالدعاء والابتهال إلى الله ، في مطلق الدعوات ، كما كان يفعله رسول الله وآله الطيّبون عليهمالسلام.
[٢ / ٧١٨٨] روى أحمد بن فهد الحلّي مرفوعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يرفع يديه إذا ابتهل ودعا ، كما يستطعم المسكين (٢).
[٢ / ٧١٨٩] وروى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ أنّ سائلا سأله عن الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنّه ـ عزوجل ـ أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لأنّه جعله معدن الرزق». قال : فثبّتنا ما ثبّته القرآن والأخبار عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قال : «ارفعوا أيديكم إلى الله ـ عزوجل ـ». قال الصادق عليهالسلام : «وهذا
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٣٠٨.
(٢) عدّة الداعي : ١٨٢ ؛ الوسائل ٧ : ٤٦ / ٣ ، باب ١٢ ، من أبواب الدعاء.