[٢ / ٧٣٠٣] وهكذا روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى إسحاق بن عمّار ، قال : «قلت : ما معنى قول الله ـ عزوجل ـ : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)؟ قال : صلة الإمام» (١).
أي أداء وظيفة الواجب المالي ، من زكوات وأخماس وسائر الوجوه الشرعيّة إلى وليّ الأمر القائم بمصلحة النظام ، كما في قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٢).
ولا شكّ أنّهم إذا لم يقوموا بهذا الواجب المالي ، ضعفت أركان النظام الحاكم ، القائم أسسه على المال ، الّذي هو منبعث الطاقات الّتي تسيّر مجاري الأمور في مختلف جوانبها. حيث إنّ المال طاقة ، يمكن تبديلها إلى أيّ طاقة شئت.
قوله تعالى : (قَرْضاً حَسَناً)
قال الحسين بن عليّ الواقدي : يعني : محتسبا طيّبة به نفسه (٣).
وقال ابن المبارك : هو أن يكون المال من الحلال ، لا يمنّ به ولا يؤذي (٤).
وهكذا قال الصدفي : هو أن لا يمنّ ولا يؤذي (٥).
__________________
٤٦٠ / ٢٤٣٠ ؛ الطبري ٢ : ٨٠٣ / ٤٣٧٩ و ٤٣٨١ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٥٧ / ٣٠٧ ؛ سنن سعيد بن منصور ٣ : ٩٣٤ / ٤١٧ ؛ مسند البزّار ٥ : ٤٠٢ / ٢٠٣٣ ؛ شعب الإيمان ٣ : ٢٤٩ / ٣٤٥٢ ؛ نوادر الأصول ٢ : ٦١ / ١١١ ؛ الكبير ٢٢ : ٣٠١ / ٧٦٤ ؛ الأوسط ٢ : ٢٤٣ / ١٨٦٦ ؛ الدرّ ١ : ٧٤٤ ـ ٧٤٦ ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٥٤ ـ ٣٥٥ / ٤٢٢٤ ، و ٦ : ٣٧٨ / ١٦١٤٠ ؛ القرطبي ٣ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٦.
(١) ثواب الأعمال : ٩٩ ، باب ثواب صلة الإمام ؛ البحار ٢٤ : ٢٧٩ / ٧ ، باب ٦٤ ، و ٩٣ : ٢١٥ ـ ٢١٦ / ٣ ، و ١٠٠ : ١٣٨ / ٣ ؛ الفقيه ٢ : ٧٢ / ١٧٦٣ ؛ العيّاشي ١ : ١٥١ / ٤٣٦ ؛ القمّي ٢ : ٣٥١ ؛ الكافي ١ : ٥٣٧ / ٢ ؛ البرهان ١ : ٥١٥ و ٥١٦ ؛ نور الثقلين ١ : ٢٤٤ / ٩٦٨.
(٢) التوبة ٩ : ١٠٣.
(٣) الثعلبي ٢ : ٢٠٦ ؛ البغوي ١ : ٣٣٠ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٣٤٣ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٣٧.
(٤) المصدر (الثعلبي والبغوي وأبو الفتوح).
(٥) الثعلبي وأبو الفتوح.