فقال القوم : نحن يا رسول الله! فقال : من أنظر غريما أو وضع لمعسر!» (١).
[٢ / ٨١٤٨] وأخرج الطبراني عن أبي اليسر : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ أوّل الناس يستظلّ في ظلّ الله يوم القيامة لرجل أنظر معسرا حتّى يجد شيئا ، أو تصدّق عليه بما يطلبه ، يقول له : ما لي عليك صدقة ، ابتغاء وجه الله ، ويخرق صحيفته» (٢).
[٢ / ٨١٤٩] وأخرج أبو إسحاق الثعلبي عن سعيد بن أبي سعيد عن أخيه عن أبيه : أنّ جابر بن عبد الله خرج إلى غريم له يتقاضاه فقال : ها هنا؟ فقالوا : لا. فتنحّى ، فلم يلبث أن خرج مستحييا منه ، فقال : ما حملك على أن تحبسني حقّي ، وتغيّب وجهك عنّي؟ قال : العسرة ، فقال : قال الله : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) فأخرج كتابه فمحاه (٣).
[٢ / ٨١٥٠] وهكذا روي عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه : أنّه كان يطلب رجلا بحقّ ، فاختبأ منه ، فقال : ما حملك على ذلك؟ قال : العسرة! فاستحلفه على ذلك فحلف ، فدعا بصكّه فأعطاه إيّاه ، وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «من أنظر معسرا أو وضع له أنجاه الله من كرب يوم القيامة» (٤).
[٢ / ٨١٥١] وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي قتادة وجابر بن عبد الله : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة ، وأن يظلّه تحت عرشه فلينظر معسرا» (٥).
[٢ / ٨١٥٢] وروى العيّاشي بالإسناد إلى أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سرّه أن يقيه الله من نفحات جهنّم ، فلينظر معسرا أو ليدع له من حقّه!» (٦).
[٢ / ٨١٥٣] وأخرج مسلم والترمذي عن أبي مسعود البدريّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حوسب رجل ممّن كان قبلكم ، فلم يوجد له من الخير شيء إلّا أنّه كان يخالط الناس وكان موسرا ، وكان
__________________
(١) العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٥١٦.
(٢) الدرّ ٢ : ١١٥ ؛ الكبير ١٩ : ١٦٧ / ٣٧٧ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ١٣٤ ، قال الهيثمي : إسناده حسن.
(٣) الثعلبي ٢ : ٢٨٨ ؛ أبو الفتوح ٤ : ١١٦ ـ ١١٧.
(٤) البغوي ١ : ٣٨٨ / ٣٣٥ ؛ البيهقي ٦ : ٥٣ ، كتاب التفليس ، وفيه : «فاختفى منه» بدل : «فاختبأ منه».
(٥) الدرّ ٢ : ١١٤ ؛ الأوسط ٥ : ٣١ ـ ٣٢ / ٤٥٩٢ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ١٣٤ ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.
(٦) العيّاشي ١ : ١٧٤ / ٥١٥ ؛ البحار ١٠٠ : ١٥١ / ١٣ ، باب ٤.