يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال الله : نحن أحقّ بذلك منه! تجاوزوا عنه» (١).
[٢ / ٨١٥٤] وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ رجلا كان لم يعمل خيرا إلّا أنّه كان يداين الناس ، وكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعلّ الله يتجاوز عنّا ، فلقى الله فتجاوز عنه» (٢).
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن حذيفة ، قريبا منه (٣).
آخر آية نزلت
قيل : إنّ قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ). هي آخر ما نزلت من القرآن.
[٢ / ٨١٥٥] فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاءني بها جبرائيل وقال : اجعلها على رأس المائتين والثمانين آية من سورة البقرة».
وعاش صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدها أيّاما قلائل ، ثلاث ليال (٤) ، أو سبعا (٥) ، أو تسعا (٦) ، أو أحدا وعشرين
__________________
(١) الدرّ ٢ : ١١٥ ؛ مسلم ٥ : ٣٣ ، كتاب البيوع ؛ الترمذي ٢ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦ / ١٣٢٢ ، باب ٦٥ ؛ البيهقي ٥ : ٣٥٦ ؛ كنز العمّال ٦ : ٢١٥ / ١٥٣٩٦ ؛ القرطبي ٣ : ٣٧٤.
(٢) الدرّ ٢ : ١١٥ ؛ البخاري ٤ : ١٥٢ ، كتاب الأنبياء ؛ مسلم ٥ : ٣٣ ، كتاب البيوع ، باب فضل إنظار المعسر ؛ النسائي ٤ : ٦٠ / ٦٢٩٤ ، باب ١٠٦ ؛ الحاكم ٢ : ٢٨ ، كتاب البيوع و ٣٠٦ ، كتاب التفسير. بلفظ : «عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : إنّ رجلا لم يعمل خيرا قطّ وكان يداين الناس فيقول لرسوله ، خذ ما تيسّر واترك ما عسر وتجاوز ، لعل الله يتجاوز عنّا ، فلمّا هلك ، قال الله : هل عملت خيرا قطّ؟ قال : لا ، إلّا أنّه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى ، قلت له : خذ ما تيسّر واترك ما تعسّر وتجاوز ، لعلّ الله يتجاوز عنّا! قال الله : فقد تجاوزت عنك. قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ...» ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٩ ؛ الوسيط ١ : ٣٩٩.
(٣) الدرّ ٢ : ١١٣ ؛ مسند أحمد ٤ : ١١٨ ؛ البخاري ٣ : ٩ ، كتاب البيوع ؛ مسلم ٥ : ٣٣ ، كتاب البيوع ؛ الحاكم ٢ : ٣٠٦ ، كتاب التفسير ؛ الثعلبي ٢ : ٢٨٨ ؛ أبو الفتوح ٤ : ١١٦ ؛ كنز العمّال ٦ : ٢١٥ ـ ٢١٦ / ١٥٣٩٩ ؛ ابن كثير ١ : ٣٣٩ ـ ٣٤٠.
(٤) قال القرطبي ٣ : ٢٧٥ : وروي بثلاث ليال.
(٥) عن ابن جبير ومقاتل. (الثعلبي ٢ : ٢٩٠ ؛ القرطبي ٣ : ٣٧٥ ؛ أبو الفتوح ٤ : ١٢١).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. (٢ : ٥٥٤). وأخرجه الطبري (٣ : ١٥٧) ، عن ابن عبّاس. وتفسير مقاتل ١ : ٢٢٨.