محور مذهب اهل البيتعليهمالسلام هو من بركات هذا النهج وعطاءات هؤلاء الأئمة المعصومين عليهمالسلام.
وتواصلت هذه المدرسة الاسلامية الكبرى في نهجها هذا وتراكمت فيها معطيات اجيال متوالية من العلماء والفقهاء والمحدثين حتى اصبحت اغنى مدرسة في تراثها وعطائها العلمي الاصيل ، خصوصاً في مجال الفقة والاصول ، ولو لاكيد اعداء الاسلام واعداء اهل البيت عليهمالسلام لو جدنا ان مساحة التوافق تصل إلى حد التطابق الشمولي ، والزالت كل هذه الفوارق والخلافات التي عمل سلاطين الجور ووعاظهم على تأسيسها وتعميقها على اسس من الجهل المركب والدعوات الباطلة فأضرّت كثيراً في بناء الامة الواحدة ووحدة الكلمة على هدي القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، وأصبحت الشقة الوهمية بين المذاهب الاسلامية تتسع وتتبلور مكونة رؤى متعصبة يتبادل اصحابها التهم دون وعي وادراك. ولو عادوا إلى اوليات الاسلام ورشد العقل لو جدوا ان كل ذلك يمكن ان يتهاوى ويتلاشي امام الدليل القاطع والبرهان الساطع وفق منطق القرآن الكريم والسنّة الصحيحة.
ولقد زخرت ساحة الامة الراشدة بمبادرات علمية مسؤولة وتصديات رسالية واعية قام بها اساطين العلم من مختلف المذاهب الاسلامية وخصوصاً من علماء مدرسة اهل البيت عليهمالسلام في مجال التأسيس العلمي للرؤية الاسلامية وتقليص حجم الاختلاف فيها ، ومنهم العلم الحجة السيد محمد تقي الحكيم في كتابه الفريد «الاصول العامة للفقة المقارن» ، الذي جاء كمدخل الى دراسة الفقه المقارن بين المذاهب الاسلامية ، مستعرضاً فيه ـ بروح موضوعية ولغة علمية رصينة ـ مختلف المدارس الفقهية الاسلامية مقوّماً لأدلتها وحججها ، ملتمساً في ذلك ثوابت التشريع الاسلامي في مقاييسه واُسسه الحاكمة وفق مدلول النص الاسلامي