ثالثاً: حاولت السيّدةُ فاطمةُ عليهاالسلام في خطبتها تعريةَ كلّ مشروع يُصاغ على النهج السياسي السقيفي مستقبلاً، وحصّنتْ من خلال ذلك الصيغةَ الإسلامية المحمّدية في نظام الحكم لئلّا تختلط الأوراق وتتشابك الدعاوي.
وكانت تنطلق في دعوتها لهم من موقعيتها في نفوسهم ومقامها لديهم الذي قد بناه القرآن النازل في حقّها وتأكيدات النبيّ بمقامها وفضلها، والحجّيةِ في جميع ما تلقّيه من حِكَم ومواعظ ونصائح وأحكام، ثم تحليل القضايا التي واجهت الأُمّة وستواجهها مستقبلاً، مما يحفظ لخطبتها البليغة مكانة الحجّية في مرتكزات المسلمين فضلاً عن حجّيتها الثابتة بالدليل القرآني والسنّة النبوية.
رابعاً: الملاحم لمستقبلية التي أنبئت المسلمين بها من تفشّي الفتنة فيهم والظلم والفرقة، حيث قالت:
«أما لعمري لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيطاً، وذعافاً مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غبَّ ما أسّس الأوّلون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً، واطمأنّوا للفتنة جأشاً.
وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتدٍ غاشم، وبِهَرَجٍ شامل، واستبداد من