شهدت الساعات الأولى من رحيل النبيّ صلىاللهعليهوآله صراعاً عنيفاً بين أجنحة التيارات الطامحة في الحكم، ولم تمرّ وقت قليل حتّى تمّت تصفيةُ حسابات توزعت من خلالها مناصب الحكم لتتفق بعد ذلك على إقصاء الشرعية الإلهيّة المتمثّلة في الإمام عليّ عليهالسلام.
ولم تكن هذه المراحل القاسية التي مرّت على الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام باليسيرة، بل صاحَبَتْها محاولاتُ إرغامٍ على البيعة عانى الإمام وأصحابه الأبرار شتّى الضغوط النفسية التي من خلالها حاولت مجموعة السقيفة إلى أخذ إقرار ولو صوريّ على تأييد محاولات البيعة المدّعاة ليكون الأمر بعد ذلك ممرراً تحت غطاء الشرعية.
هكذا حاولت السقيفة إقناع عامّة المسلمين، إلّا أنّ ذلك لم يتمّ مع وجود فاطمة الزهراء عليهاالسلام وهي تتصدى لمحاولات الإرغام على البيعة التي تُطال علياً عليهالسلام وأصحابَهُ؛ وذلك لِما تتمتّع به فاطمة عليهاالسلام من مقام الحجّية المرتكز في نفوس المسلمين، إذ لا زالت ذاكرة المسلمين تسجّل