ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤكّده في فاطمة عليهاالسلام من مقام شامخ وذكر عظيم.
عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من تفسير الثعلبي بإسناده عن مجاهد قال:
«خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد أخذ بيد فاطمة وقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي الذي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»(١).
وعن جابر بن عبدالله قال:
«قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: إنّ فاطمة شعرة منّي، فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض»(٢).
وقد فهم المسلمون أنّ اقتران أذى فاطمة عليهاالسلام بأذى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبالتالي بأذى الله تعالى الموجب للّعنة والعذاب الأليم، لا يتمّ إلّا لمن كان له مقام الحجّية الإلهيّة، وإلّا لا يمكن أن يتمّ قوله صلّى الله
__________________
(١) عوالم العلوم ١/١٤٨، الرقم ٢٠ (أحوال سيّدة النساء، الباب ٥: باب أن أذى فاطمة أذى الله أذى الرسول).
(٢) عوالم العلوم ١/١٤٩، الرقم ٢١ (نفس الأبواب).