عليه وآله أنّ أذى فاطمة عليهاالسلام يعني أذاه الذي هو أذى الله تعالى.
فإنّ ذلك دليل الحجّية التي تتمتّع بها مقام فاطمة من بين المسلمين، لذا فلا يكون دخولها عليهاالسلام وسط الأحداث الملتهبة إلّا إخماداً لتلك النائرة التي أجَّجَتْها طموحاتُ القوم وأمانيّهم مما أدّى إلى إرباك خططهم وتداعي كلّ محاولة خارجة عن نطاق الشرعية.
فقد روى ابن أبي الحديد عن أستاذه النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري حين تساءل عن كلام أبي بكر بعد خطبة فاطمة عليهاالسلام وتعريضه لعليّ فقال: إنّه الملك يا بني. قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا بذكر عليّ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم (١).
والرواية التالية ستشهد مدى تأثير الموقف الفاطمي في ارباك محاولات القوم لما ارتكز عند القوم من حجّية فاطمة عليهاالسلام فضلاً عما هو مرتكز لدى المسلمين وقتذاك من النصوص القرآنية على حجّيتها وباقي الأحاديث النبوية حول مقام الزهراء من قبيل «أنها سيدة نساء أهل الجنّة» والذي قد روي في الصحاح وغير ذلك فكيف بمن تكون سيّدةَ نساء أهل الجنّة لا تبايع إمام زمانها وتموت ميتة جاهلية؟ مع أنّه سمعوا النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال: «من مات ولم يعرف أو لم يبايع إمام زمانه مات ميتة جاهلية» مما يدلل
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٦/٢١٥.