الواحد أو وجوه أخرى لا تخفى على القارئ بعد ملاحظة مجموع الكلام في هذا المقام.
ويدلّ على ظاهرها ومفادها من اشتمال مصحفها على كلّ صغيرة وكبيرة ورطب ويابس وجميع ما خلق مما كان وما يكون وما هو كائن، وعلوم الكتب السماوية وكما سيأتي في المقامات اللاحقة من كونها مطهّرة كما في صورة الأحزاب، والمطهّر كما في سورة الواقعة يمسّ حقيقة القرآن العِلْوية المكنونة في الكتاب واللوح المحفوظ الموصوف بأنّه تبيان لكلّ شيء كما في سورة النحل، وهو الكتاب المبين كما في سورة الدخان، والكتاب المبين وهو الذي يستطر فيه كلّ غائبة في السماوات والأرض كما في سورة النمل، وكلّ ما في البرّ والبحر وكلّ رطب ويابس كما في سورة الأنعام، فمضمون هذه الرواية مما دلّت عليه تلك الآيات مضافاً إلى كون القرآن هو الكتاب المهيمن على بقية الكتب السماوية، فهو يحيط بها، فالذي يمسُّ حقيقته العِلْوية تتنزل عليه مثل تلك الحقائق.
وفي رواية ثالثة، قال أبو عبدالله عليهالسلام:
«.. وليخرجوا مصحف فاطمة فإنّ فيه وصيّة فاطمة»(١).
__________________
(١) الكافي ١/٢٤١ (كتاب الحجّة، الباب ٤٠: فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام، الحديث ٤).