فلم يكن مصحف فاطمة عليهاالسلام مصدراً لجانب علمي معيّن، بل يعمّ علوماً عدّة أشار إلى الإمام عليهالسلام؛ كالحوادث الواقعة إلى يوم القيامة، أي ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، فضلاً عن الأحكام التي يتضمّنه مصحفها ليشمل حتى أرش الخدش.
على أنّا لا نغفل عن قول الإمام عليهالسلام من أنّ مصحف فاطمة فيه وصيّتها عليهاالسلام، ووصيّتها هذه تتضمن أمراً خطيراً هاماً لم يصرّح به الإمام إلّا أنّه يُشعر من كلامه مدى خطورة وصيّتها هذه، إذ قوله عليهالسلام «وليخرجوا مصحف فاطمة» نوع تهديد وتحدّي لبعض الجهات يكمن من خلاله أنّ في وصيّتها عليهاالسلام توصيات إلهيّة تعيّن الإمام الذي إمامته من عند الله تعالى.
فالإيصاء بإمامة الأئمة عليهمالسلام، ممّا يدلّ على أنّ العهد بإمامة الأئمة عليهمالسلام من ذرّيتها هو من شؤونها عليهاالسلام؛ إذ متعلّق الوصية لابدّ أن يكون ممّا يشمله ولاية الموصي، ومن ثم كان الإمام السابق يوصي بإمامة اللاحق، وكوصية النبي صلىاللهعليهوآله بإمامة علي عليهالسلام والأئمة من ولده عليهمالسلام.
ويصرّح بهذا المقام لها عليهاالسلام النص الوارد في نزول اللوح الأخضر عليها المتضمن لتعيين أسماء الأئمة عليهمالسلام، ومن ثمّ يصح أنّ الأئمة