وتوجهات السقيفة، وإعلان استنكارها لما أقدمت عليه جماعة السقيفة وقتذاك، إذ يعني استنكار فاطمة عليهاالسلام على ما أقدم عليه القوم مخالفتهم للمسار الذي جعله الله تعالى ورسمه لهذه الأُمّة ما تعاقبت أجيالها بحسب ما عهد إليها عليهاالسلام من وصيّة في تعيين الإمام وهو ما تكفّله مصحف فاطمة عليهالسلام وستؤكّد الرواية التالية ما نذهب إليه من أنّ هذه الوصيّة هي وحي إلهي ألقي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وألقاه إليها عليهاالسلام.
قال أبو عبدالله عليهالسلام في حديث:
«... وخلّفتْ فاطمةُ مصحفاً ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أُنزل عليها، إملاء رسول الله وخطّ عليّ عليهالسلام»(١).
مضمون هذه الرواية أنّ بعض مصحفها هو من إملاء الرسول صلىاللهعليهوآله بعد وفاته على فاطمة عليهاالسلام لا من نزول جبرئيل عليها نظير الرواية المتقدّمة في أصول الكافي من أنّ ما ينزل من العلم المتجدّد من الله تعالى على الإمام الحيّ القائم بالأمر يتنزل أولاً على رسول الله صلّى الله عليه
__________________
(١) بصائر الدرجات، الباب (١٤) من الجزء الثالث: باب في الأئمّة عليهمالسلام أنّهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام، الحديث ١٤. (ص ١٥٦ من الطبعة القديمة وص ٢١٣ من الطبعة الحديثة).